ماذا بعد هذا..؟؟؟ ألن توجد نهاية لتلك
الحياة البائسة التي فُرضت عليها منذ بضع سنوات خلت ... أم ان عذابها سرمديًا
سيمضي معها إلي نهاية عمرها ...لم تكن (صراط ) والتي شارفت علي الثلاثين من عمرها
تتوقع يومًا ما أن تصير حياتها بالطريقة التي هي عليها ألان ... خادمة بل أن شئت
أمة ، فالخادمة تحصل علي مقابل لعملها ، غير ان صراط والتي لم تحصل علي اي شئ سوي الاهانة
والكلام الجارح والاستهزاء من الجميع ، ومع ذلك تجتهد لتواري سوءاتها والتي لم يشأ
احد ان يتغافل عنها حتي زوجها والذي فعلت كل ما استطاعت وما لم تستطع من أجله ولم
تجد منه سوي الإهمال بل والضجر ...
تتسلل دموعها طواعية وكرهًا كلما خلت بنفسها
تتذكر حالها وكيف تغير ...تتذكر والدها والذي رحل عن الدنيا منذ بضع سنين وتركها
وحدها بلا قريب رحيم ولا صديق حميم بلا ظهير ولا نصير تلجأ إليه في هذه الدنيا ...
تتذكر جمالها الذي ذبل من كثرة الهموم والحزن
، تتذكر ظنها بان الحياة قد ضحكت لها حين تزوجت من حبيبها والذي فضلته علي كثيرين
حاولوا ان يفوزوا بها يومًا ما ...وكيف اخلفت الحياة هذا الظن سريعًا حين بدات تصب
علي رأسها سيل من الكوارث المتتابعة ، فقد رحل والدها بعد شهور قليلة من زفافها
ووجدت نفسها وحيدة لاقريب لها ولا بعيد ... ولكنها وجدت العزاء في زوجها والذي
عاهدها في ذلك اليوم أن يكون لها أبا واخا وزوجًا كي يعوضها عن مصابها في ابيها
والتي تعلقت به اكثر مما ينبغي ... ثم تمر الأيام حثيثًا ويتاخر انجابها فتفاجأ
انها عقيم لا تستطيع ان تحمل وتهدي زوجها طفلا لتبدأ فصلا جديدا من عذابها في هذه
الدنيا .. أسرة زوجها وسوء معاملتهما لها
وخاصة بعد ان عرفوا بعقمها ، بل وبالغوا في لومها والقاء التهم عليها جزافًا ..حيث
يرون انها اخفت عنهم ذلك قبل الزواج وغير ذلك ...حتي اصبحت اذنها تعتاد كلامهم
الجارح بل واستعملوها خادمة تخدمهم تحت بند( تعمل بلقمتها ) ...كما حثوا كثيرًا (ابراهيم)
زوجها علي الزواج من اخري ليرزق بطفل كباقي اخوته ولكنه في الاول رفض اكراما
لزوجته واظهر لها دعمًا معنويا كان يعوضها عما تجده من أسرته غير انه مع الايام
نسي ما عاهدها عليه وساءت معاملته لها بل اصبح كلامه معها اقل القليل... طلب منها
ان تنزل لتساعد امه في شئون المنزل وافقت بعد رفضها في البداية ولكنها اغلظ عليها
واساء معاملتها بل وتركها تعيش بمفردها في شقتها وذهب للعيش مع امه ، ومع تهديدهم
لها بانه سيتزوج ...انصاعت ووافقت ان تساعد والداته...
وجدت نفسها خادمة لهذه الاسرة التي تمقتها
مقتًا لم تتخيل ان يدخل لقلبها يومًا... تباري الجميع في اهانتها بشتي الوسائل
كلما وجدوا الفرصة لذلك وخاصة (عزيزة) حماتها وابنتها(فريدة ) والتي طُلقت وجاءت
لتعيش مع امها في منزلها هي وطفليها لتضع علي اكتاف صراط اثقل نير سيقصم ظهرها ،
بالاضافة الي الحج( صلاح الدسوقي ) حماها هذا الرجل الذي اشتهر بفظاظته وغلظة طبعه
والذي اشيع عنه انه اذا تفوه بكلمة طيبة ندم واستغفر لذلك ... وزوجة سلفها (ورد)
والتي كانت لها منزلة خاصة بين هذه الاسرة بسبب حسبها فهي ابنة ( عزيزحسنين) من
اثرياء الحي كما انها انجبت حفيد لصلاح الدسوقي والذي يوثر البنين علي البنات كأنه
جاء من الجاهلية الاولي ، ولم يكن يتطلف معها في المعاملة احيانا سوي ( سيد) سلفها
وزوج ورد والاخ الاصغر لابراهيم زوج صراط ولكنها كان متقلب في المعاملة معها
فاحيانا يتعاطف معها واحايين اخري ينضم لاسرته اراء وفعلا..
ضاقت الارض بما رحبت علي صراط ولم يعد هناك
ما يكفي للتحمل ...فماذا تفعل ..فقد اشتد الامر عليها وبالغوا في ما هم عليه من
سوء المعاملة ، حتي ابراهيم زوجها تغير كثيرًا فلم يعد معها حتي وان جلس معها تشعر
انه في عالم اخر ، يابي حتي النظر في وجهها الذي طالما تغزل في جماله من قبل
..يتحدث في الهاتف كثيرًا وما ان يراها يرتبك ويحاول ان يغير دفة الحديث ويتصنع
حديثا زائفا كانه يتحدث عن اشياء في العمل ، الي من تلجأ ..والي أين ؟؟!!!! حتي منزل
والدها قد باعته لتشتري لزوجها ورشة صارت من اكبر ورش الميكانيكا ... لكنه لم يعد
حتي يذكر ذلك با جحد كل ما قدمته من اجله
---------------------------------------------------------------------
قرر أن يعيش لنفسه فقط ... فقد سئم كثرة
المشاكل والصراعات التي لا تنتهي بين اسرته وزوجته، لم يجد سلوي لهذه المشاكل سوي
تدخين الحشيش مع اصدقاءه كل ليلة في بيت احد اصدقاءه ثم يعود الي منزله باعصاب
باردة كالثلج وذهن صاف ، تتحدث اليه فلا يسمع لها حديثا فيتدثر وينام وحين يستيقظ
يخرج الي ورشته يعمل بها حتي يعود في المساء للغداء والاستحمام واخذ قسطا من النوم
للراحة قبل ان يخرج الي اصدقاءه يسهر معهم ،فقد سئم الشكوي كما سئم كل شيئ في هذا
البيت الملئ بالشكوي ، فزوجته لا تكف عن الشكوي من اسرته ،وامه الاكثر حظا من
الشكوي بين اسرته لا تكف عن شكوي زوجته ووالده واخوه واخته وكل من في الارض جميعا
، حتي انه تخيل يوما ما ان الحل الامثل للتخلص من مشاكلهم وشكواهم ان يقلهم جميعا
بل ويقتل نفسه ليخلصها من هذا العذاب الابدي الذي وجد نفسه فيه منذ ان تزوج صراط ،
حتي وجد سلواه في الحشيش الذي ينسيه بعض الوقت هذا العبء الملقي علي كتفيه ....
حتي صادف نرجس تلك المراة الخرافية المثيرة التي حركت بداخله شعور ذكري ضاري
تجاهها ..ظلت تنصب شباكها حوله حتي نجحت في اصطياده ، ذاق معها متعة لا تباري ولا
توصف ادمنها كما ادمن الحشيش....غيرت حياته
كلها فلم يعد يبالي بصراط ولا امه ولا ابيه ولا احد فقط نرجس تلك الفاتنة التي
تنسيه الجميع ... غير ان نرجس في الفترة
الاخيرة بدأت تتدلل عليه وتتمنع احايين كثيرة عن مقابلته ومطارحته الغرام فساءت
حالته النفسية أكثر من البداية وصب جم غضبه علي صراط والعاملين معه في الورشة
...لم تكن حتي جلسات الحشيش الليلية تنسيه نرجس التي لايعلم ما الدافع الذي جعلها
تتغير إلي هذا الحد وتجافيه كل هذا الجفاء ... حتي إن يئس من ظهورها في حياته مرة اخري
تظهر ثانية تذيقه من لذتها وتختفي .... ثم ما تلبث ان تظهر وتخبره انه يتوجب عليه
ان يتزوجها كي تستمر في علاقتها به، فهي سيدة مطلقة لا ترغب ان تثير حولها هالة من
الشبهات ، وان اهلها يضيقون عليها الخناق كلما راحت او غدت بسبب ذلك وحرصا منهم علي سمعتها ... كما اخبرته وان هناك من يتقدمون
لخطبتها واهلها لا يجدون اي سبب للرفض وقد تجبر علي ذلك ...
القت كلماتها اليه فهوت به في بركان من
الحيرة ...
ماذا
يفعل ؟!!!!!!!!!!
هل يتخلي عن صراط ويحنث بعهده معها ... ام
يستمر علي وعده لها بان يبقي لها اب واخًا وزوجًا وانه لن يتخلي عنها حتي بعدما
علم بانها لا تنجب ولن تمنحه طفلا يومًا ما ...
ولكن لما يسمي هذا تخلي ... فمن حقه ان يتزوج
ولن يلومه احد بل ان الجميع ينصحه بذلك ويلحون عليه في الزواج من اخري تنجب له
طفلا كباقي اخوته واصدقائه ، فكم بكت امه لسوء حظه وكم رأي الحسرة في أعين ابيه
واخوته حين تتجمع الاسرة والكل يدلل اطفاله وينظرون له نظرة خزي وعار حتي شعر ان
اخوته يخشون علي اولادهم منه خوفًا من ان يحسدهم .
رأي انه حان الوقت لاتخاذ مثل هذا القرار
وعلي صراط أن ترضي بذلك وانه لاضير في ذلك ويجب ان تتخلي عن انانيتها فان لم يكتب
لها الانجاب فلماذا تفرض هذا عليه ... وان حدث هذا ستظل كما كانت عنده وستظل زوجته
ولن يتخلي عنها ابدا .
وارتاح لهذا الصوت بداخله ، ولكن ما اقلقه
اكثر هي علاقته بنرجس التي طلبت منه الزواج والا ستحرمه من متعته معها ، هل
يتزوجها ؟؟!!! ثمة عوائق كثيرة أمامه لذلك ... نرجس مطلقة وأشيع عنها ما أشيع من
سوء سمعة حتي يقال ان زوجها طلقها بسبب خيانتها حيث انه وجدها في فراش اخيه الاعزب
... غير ذلك من العلاقات التي اشتهرت بيها وتسامر عنها ابناء الحي في اسمارهم
ومجالسهم ... قد تكون بريئة كما اخبرته بانهم يكيدون لها ... ثم ساوره الشك في ذلك
حين تذكر علاقته بها وكيف بدأت وكيف سلمته جسدها منذ اول لقاء بينهما ..
ظل في حيرته كثيرًا يفكر ويفكر ...لكنه لم
يصل إلي اي قرار بعد وان كان القرار الاقرب إلي نفسه هو الزواج ولكن ليست نرجس من
تؤتمن علي حمل اسمه .
... لم يخرجه من حيرته سوي نرجس التي جاءته
بعد ايام قلائل والقت عليه قنبلة مدوية لم تخطر بذهنه ولم يعمل لها حسابًا ، ولم
يكن عقله قادرا علي استيعابها ... قنبلة ستحسم موقفه وتقطع حيرته فقد اخبرته نرجس
انها حامل منه ... اختلفت مشاعر الفرحة بالصدمة بالحيرة لدي ابراهيم فاطرق ولم
يعقب فتابعت نرجس انه يتوجب عليهما الزواج في اقرب وقت حتي لا يفتضح الامر وامهلته
يومين لياتي لطلب زواجها من والدها وهددته ان لم يفعل ستذهب الي والده صلاح
الدسوقي وتخبره بالامر....
رحلت نرجس دون ان يعق ابراهيم ببنت شفة فقد
جفت الكلمات في حلقه من الصدمة ، فقد اصبح زواجه بنرجس امر حتمي
----------------------------------------------------------------------
لحظات من الندم تسللت اليها ، لكنها ستمضي
فليس هناك سبيل اخر ، ستفعل شئيًا تأبي نفسها ان تفعله ولكن لعله القشة التي يتعلق
بها الغريق، سارت صراط بصحبة (بدور ) صديقتها في شارع ضيق يقود الي حارة شعبية
ضيقة رثة ثم انعطفتا في شارع جانبي اكثر ضيقًا حتي وصلتا منزل قديم متهالك يبدو
بحالة مزرية مما اثار اشمئزار صراط والتي ترددت قليلا قبل ان تجذبها بدور الي داخل
البوابة وطفقت تطرق بابه حتي فتح لها صبي ثم دخلتا الي داخل المنزل فوجدت في صالته
الكئيبة سيئة الحالة أناسا كثيرين جالسين يبدو علي وجوهم البؤس واليأٍس..جلست الي
جانب بدور بجوار بعض النسوة والاتي تحدثن عن كرمات ومعجزات الشيخ( صبحي ) حتي يظن
السامع انه الحل الامثل لكل مشكلة خلقت علي وجه الارض ..ولكن عقلها لم يستوعب ذلك وتسألت
ان كان قادر علي فعل كل تلك المعجزات فلما لم يخرج نفسه من هذا البيت القذر علي حد
وصفها ... انتظرت حتي اتي دورها ودخلت الي الشيخ صبحي والذي نظر لها نظرات وقحة
تفحصت كل جسدها مما اثار خجلها وبعد ان جلست وقصت للشيخ قصتها ،وطلبت منه ان يجد
لها حلا ، فطلب منها الشيخ اثرًا لزوجها وبالفعل اعطته قميصا له جلبته معها فاخبرها
بأنه علي علاقة بامراءة اخري لم يفصح باسمها وانه تلح عليه في الزواج منها وانه
سيفعل في القريب العاجل ... حزنت صراط لما سمعت ذلك وان كان هذا ما توقعته ...
لكنها حاولت ان تتماسك وطلبت من الشيخ حلا سريعًا ...فوافق الشيخ وطلب منها مال
فاعطته ووعدته بمزيد ان ساعدها ...فاخبرها انه سيفعل ثم طلب من بدور ان تخرج
فازداد قلق صراط وتوترها وخاصة مع نظرات الشيخ لها بطريقة شيطانية مخيفة ..خرجت
بدور مخلفة صراط في بركان من القلق والتوتر ... اخبرها الشيخ صبحي انه سيقوم بعمل
سفلي لها لجلب زوجها وجعله طوع امرها وارادتها بل وجعل كل من في المنزل ايضا طوع
امرها ولكن اعمال الجلب هذه لا تتم بغير نجاسات ... ازداد توتر صراط وبلعت ريقها
الذي جف تماما ثم استفسرت كيف ذلك ... فطلب منها الفحش في مقابل ذلك فانتفضت واقفة
ثم القت في وجهه سيل من الشتائم والاتهامات ، غير انه اخبرها ان هذه الاعمال لاتتم
الا بذلك وان ارادت فلتاتي اما غير ذلك فلن يتم لها شئ ثم اخبرها ان زوجها يخطط
للزواج من ( نرجس ابنة مرسي الساعاتي ) لتتأكد من صحة كلامه.
كان اسم نرجس وقع صدمة حقيقي في نفس صراط لما
بينهما من تاريخ حافل بالصراعات والمنافسات التي حاولت نرجس ان تفوز بها بطريقة
قذرة ملتوية ، بسبب غيرتها الشديدة من صراط منذ ان كانتا طفلتين ...
خرجت صراط غاضبة تزمجر والقت اللوم علي بدور
التي احضرتها الي هذا الشيطان الذي طلب منها الفحشاء ، غير ان بدور حاولت ان تمتص
غضبها واخبرتها ان هذا هو سبيلها الوحيد ، ومن الذي سيعلم ذلك .؟؟
وبختها صراط ولامتها لوم مقذع وسألتها كيف ترضي
لها ذلك؟!!!
اخبرتها بدور ان هذا امر عادي وثمن تعتقد انه
بسيط لكي تحافظ علي حياتها .واعترفت بدور لها انها نفسها قامت بذلك من قبل حين
تمرد عليها زوجها وساءت حياتها ...وان حياتها تغيرت الان واصبح زوجها طوع يمينها
ويتمني ارضاءها .
استنكرت ذلك صراط ولم تقعب بل وتركت بدور
وانصرفت حزينة غاضبة الي المنزل لتجد زوجها (ابراهيم) في انتظارها وسألها عن سبب
تاخرها واغلاقها الموبايل اخبرته انها كانت مع بدور صديقتها وانه فصل منها شحن ...
واندهشت من اهتمامه غير المعهود في الفترة الاخيرة ، ثم تحدث معها واستهل بحديث مطول عن الانجاب ورغبه اهله في ذلك وانه
مضطرا للزواج .لم تبدي صراط اي رد فعل مما
دفعه للقلق ... فاخبرها انه ستظل كما كانت دائما حب عمره وان زواجه لغاية ما ...وان
هذا لن يؤثر علي علاقتهما ... فاندهشت صراط من هذا ؟؟؟!!! بل وعقبت باين هي
علاقتهما ؟؟!!! هل مازال يتذكر انها زوجته .؟؟!! ثم قالت له انها لامانع لديها من
ذلك وطلبت منه الطلاق
اندهش من طلبها الطلاق وذكرها بانها وحيدة
والي اين ستذهب ؟!!!!
اخبرته ان هذا لا يهم فهذا شأنها وحدها فليعطيها حقها ويطلقها ان اراد ان يتزوج ...نفخ
زفيره ضيقًا وحاول ان يتقرب منها ويتلطف معها في القول ولكن دون جدوي ....
فخرج وتركها وسط حيرتها ويأسها وتماسكها غير
المعهود فانخرطت في البكاء وجعلت تكسر في محتويات البيت
...........................................................
لم تمح صورتها الجميلة من داخله ابدا ولم تكن
لتمحي ، لا ينسي كيف انفق وقتًا وجهدًا محاولا ان ينال نظرة من عينيها الجميلتين ،
حتي اصطفته من بين الكثيرين لمنحه قلبها ، يذكر كيف كان فخورًا بذلك أمام اصدقائه
بل وغير اصدقائه ، فهي صراط حلم جميع الشباب في الحي كله ، تحدث الجميع عن ادبها
وجمالها ، وعن حظ من يفوز بها ...
كم اسعده زواجه منها وكم تعاطف معها يوم توفي
والدها وتركها وحيدة ، العهد الذي قطعه امامها وامام نفسه علي وشك الانهيار ...لا
لا يقوي علي ان يطلقها فهو يحبها لا يتخيل حياته بدونها بدون رقتها وعذوبتها
وحنانها الجارف مهما اساء لها من معاملة ، تحملته وتحملت اهله ، ضحت من اجله كثيرا
لا ينسي انها باعت ميراثها وهو بيت ابيها وتمنحه إياه ليفتح به ورشته ويحقق حلمه
في حين رفض اقرب الناس اليه وهو والده ان يساعده .
صراط لا تطلق ...من العاقل الذي يتخذ قرارا
كهذا ؟!!!
وكيف سيستقبله الناس ، الذين سينظرون إلية
نظرة وضيعة حين يطلق صراط ويستبدلها بنرجس ...هل يستوي الخبيث والطيب ؟؟؟!!!
حزم أمره وذهب إلي ابيه وأخبره أنه يريد
الزواج وفي اسرع وقت ...
نزل الخبر علي قلب ابيه بردا وسلاما وانفرجت
اساريره من شدة السعادة واثني كثيرًا علي هذا القرار المتاخر علي حد زعمه ... ثم
سأله هل استقر علي فتاة ..اخبره ورأسه في الارض خجلا انه استقر علي نرجس ابنة مرسي الساعاتي ...تعجب
صلاح الدسوقي من اختبار ابنه بل وسأله عن سبب ذلك ..فاخبره ابراهيم بأنه علي علاقة
زواج عرفي بها منذ فترة وانها حملت منه ويجب الا يخفي الامر اكثر من ذلك تجنبًا
للفضيحة ...
سر والده لما سمع بحمل نرجس وان أساءته باقي
القصة ولام ابراهيم كثيرًا وعنفه علي ذلك
ثم اخبره انه يتوجب عليه الزواج بها باسراع
وقت تجنبا للفضيحة ، فوافق ...
اخبره بانه سوف يستاجر لها شقة ويجهزها في
اسرع وقت كي يتم الزواج سريعا
فاعتراض والده علي ذلك واخبره انه لن يخرج
ليعيش بعيدًا عن منزل ابيه ويعيش بعيدًا عن اخوته وابناءهم ، بل سيمكث في البيت كي
يعيش ابنه بين باقي احفاده ..
لم يكن بالبيت شقق اخري خاوية ... فاخبره
صلاح انه سيتزوج في شقته كما هو ويجهز غرفة لصراط في شقة والده وامه لتنزل تعيش
معهم ... صُدم ابراهيم من ذلك لم تخيل رد فعل صراط حين تعلم ذلك ... فاعترض
ابراهيم واخبر والده انها لن ترضي يذلك وانه سيستأجر شقة لصراط وهو يعلم ان هذا سيريحها
بعض الشئ ...فاعترض والده واخبره ان اعترضت يُطلقها فليس امامه وامامها خيار اخر.
--------------------------------------------------------------
وساوس وافكار تتراكم علي ذهنها ، اصبح زواج
ابراهيم من نرجس حقيقة واضحة أمام اعين الجميع ، هنا شعرت صراط بمدي عجزها وقلة
حيلتها ، الشماته التي فاحت من نظراتهم وكلامهم لم تجد في قلبها الممزق اي مكان
اخر لتترك اثرا فيه .
اخبرها ابراهيم برغبه ابيه في ان تنزل لتعيش
معهم في شقتهم تاركة شقتها لنرجس مرسي وما ادراك ما نرجس مرسي كما تعلمها صراط ...
وماذا ان حملت نرجس من ابراهيم وانجبت طفلا وحفيدا للفظ الغليظ صلاح الدسوقي
...وما معني ان تعيش مع امه وابيه سوي انها اصبحت خادمة يحسنون اليها خوفا من
المعرة التي تلحقهم لتركها ترحل وهم يعلمون ان ليس لها اهل تلجأ إليهم ... كيف
هانت إلي هذا الحد ... وسوس لها الشيطان ان لا سبيل الان سوي الشيخ صبحي ذلك
الشيطان الذي ادعت بدور انه المنقذ الذي سيخلصها مما هي فيه ، ويحفظ لها زوجها
والتي لم تعد تعرف هل تحبه حقًا بعدما كل ما فعله بها هو واهله ، أم انه( ظل رجل
ولا ظل حيطة كما يقال ).ام انها لاتريد تلك الشيطانة نرجس ان تختطفه منها .
حزمت امرها وانتظرت فرصة ان الجميع ذهب الي
منزل مرسي الساعاتي لخطبة نرجس ابنته لابراهيم زوجها ..ثم ارتدت نقابا كي لا يراها
احد وخرخت خفية من المنزل واتجهت إلي منزل الشيخ صبحي الكئيب الذي زادته ظلمة
الليل كأبة وضيقًا ، اطرقت الباب فخرج إليها الغلام الذي يخدمه واخبرها ان الشيخ
لا يعمل في المساء فالحت عليه لرؤية الشيخ صبحي والذي خرج إليها وما ان عرفها حتي
صرف الصبي ورحب بها ..
كل الخوف والقلق والرهية سيطروا علي صراط
التي لم يكن عقلها يستوعب ما تفعله وما هي مقدمة عليه، شعر صبحي بذلك فحاول ان
يتلطف معها ويغازلها بكلام رقيق وينظر لها نظرته الشيطانية التي رأتها من قبل في
زيارتها الأولي له، حاولت الا تنظر في عينيه المخيفتين ، حدثها بثقة انه كان يعرف
انها ستأتي لا محالة وانه غير غاضب من اهانتها له ، وان علي اتم الاستعداد كي
يساعدها ، اخبرته الا يوجد سبيل اخر لحل ازمتها دون الفحشاء ، اخبرها بانه لا سبيل
حيث ان الشياطين الذي يقومون بعمل الجلب والسحر لابد لهم من قربان كي يقوموا بذلك
، استغفرت الله في سرها ، اجلسها صبحي امامه وهو ينظر في اثر ابراهيم وجعل يتمتم
بكلام غير مفهوم شعرت انه تعاويذ سحرية ، ثم اخبرها ان زوجها ابراهيم واقع تحت
تاثير سحر سفلي فعلته لها نرجس بالجلب والسحر وكراهيتة صراط والبيت وانه علي علاقة
جنسية بنرجس وانه حملت منه سفاحا وانه سوف يتزوجها .
صدقت صراط علي كلامه حين اخبرها بذلك وظهر
الامتعاض علي وجهها .
اخبرها هل هي مستعدة الان لاجراء العمل
السفلي لجلب زوجها اليها وجعله كاخاتم في اصبعها هو واسرته ونفوره من نرجس
واهلها،اومات براسها ايجابا يملوها الرجاء والرهبة ان يصدق ذلك .فدعاها الي غرفته
فقامت خائفة ترتعش فمسك يدها وربت عليها واخبرها
ان الامر ليس كما تظنين ليس به متعة انما هو شرط يجب ان ينفذ كي يكتب بماء
النجاسات العمل السفلي لجلب الزوج واهله.
صحبها الي غرفة نومه بدت كئيبة قذرة تفوح
منها الروائح الكريهه مما اثار اشمئزازها جذبها من يدها برفق لتدخل اليها ، ثم طلب
منها ان تخلع ثيابها وتستعد ، ثم خرج من الغرفة واخبرها انه سوف يعود بعد قليل
ريثما تنتهي ، فرت دموعها حزنا علي ما هي فيه وعلي حالها وما وصلت إليه
-----------------------------------
الجميع فرح فرحة يشوبها التحفظ في منزل مرسي
الساعاتي ، غير ان ابراهيم ظل واجمًا كأنه مقدم علي الموت ..انهالت عليه المباركات
من الجميع وهو يبتسم لهم ابتسامة صفراء واهية محاولا اخفاء ما بداخله من قلق وندم
... اقتربت منه نرجس التي كانت الاوفر حظا من السعادة وحاولت ان تتداعبه خفية
وتلاطفه وتذكره بانها سوف تمنحة سعادة لا تباري ، وانه سوف تنسية الايام الماضية
وعذابه مع صراط والتي اضنته وحرمته متع الحياة بكأبتها ونحسها .
تذكر ابراهيم في هذه اللحظة صراط وزفافه بها
وكم كان سعادته وهي تزف اليه وكيف كاد يطير من الفرح والسرور بذلك ، غير انه الان
يلقي بها في جرف هار لن ينقذها منه احد ،
هل كانت هي سبب نحسه ام انه سبب نحسها
وشقاءها في هذه الدنيا ،نيران داخله لا تُطفئ ولكن ما باليد حيلة
-------------------------------------------
سرعان ما عاد صبحي إليها مرتديا ملابس داخلية وصفف شعره وعدل
قليلا من هيئتة الرثة ، اقترب منها فوجدها كما تركها فتعجب وسألها لم لم تتهيأ
وتخلع ثوبها فوجدها تبكي واقترب منها وجعل يمسح دموعها برفق فتوترت من لمسته لها
وارتعد جسدها، فحاول ان يضمها اليه برفق ويربت علي ظهرها وهو يتمتم بعبارات رقيقة
ليهدأ روعها ثم بدأ يتحسس ثوبها ويُخلعه دون ان تشعر بذلك ولكنها ما ان شعرت بذلك
حتي دفعته دفعة قوية ونهضت وعدلت هيئتها واخبرته انه غير قادرة علي فعل هذا ، فهجم
عليها كالوحش الضاري ومزق ثوبها وهي تقاوم وتقاوم ولكنها استطاع بقوته ان يسيطر
عليها فدعت الله ان ينقذها من مخالب هذا الذئب البغيض الذي يحاول ان ينهشها ،
وفجاءة سقط بجوارها فاقد الحركة والنفس فارتعدت ونال القلق والتوتر منها كل منال
غير انها حاولت ان تجمع شتات نفسها وتعدل ثوبها الذي مزق فكيف تخرج هكذا فتذكرت
انه معها نقابا جاءت به فارتدته وخرجت مسرعة فراءت في مدخل البت غلامه منتظرًا من
ان رأهخا تخرج هكذا حتي اسرع الي الدخل باحثًا عن سيده فوجده جسدًا ملقا لا حراك
فيه فانتفض مذعورا وخرج يعدو خلف صراط
-------------------------------------------------------------
قانون الخلع صنع من اجل هذا الرجل..كيف لي ان
اطيق مثل هذا الشخص الهلامي الذي يسمي ذكرًا فقط في البطاقة الشخصية والذي يعتقد
ان الذكورة هي مجرد الركض وراء النساء ليقضي شهواته ، الانسان الذي يعيش لملذاته
فقط لا يعنيني .... كل هذه الاسباب ساقاتها نغم وصفي لابيها لتبرر خلعها لزوجها عزيز
عبد الحق
لم تندم نغم في حياتها علي شئ قدر ندمها علي
الزواج من عزيز ذلك الثري الوسيم الذي اشتهرت قصص مغامراته بين الحسناوات وتنافست
النساء علي الاقتراب منه كي يفوزن بما يسكبه عليهم من مال وشهرة ، وبعضهن فتتن
بوسامته ايضا ... البعض يعتقد ان عزيز هو السبب الرئيسي لما وصلت إليه نغم من شهرة
لما يحققه برنامجها الرأي الحر من نسب مشاهدة عالية تفوق غيره من برامج التوك شو ويمتاز
بالجراءة والشجاعة ... لكن الحقيقة هي ان عزيز حاول ان يستغل نجاح نغم واجتهاده
فاشاع بين الناس انه من ساهم في ذلك مما اغضب نغم اكثر وبدات علاقتهما تسوء مع
مرور الايام ، حتي انتهت بخلع من محكمة الاسرة الامر الذي اعاد انفاس الحرية لصدر
نغم والتي هجرت عزيز من فترة طويلة وحاولت معه كثيرًا كي يطلقها ولكنه لم يرضي
بذلك وعزم علي اهانتها وذلها لكنها لم تلبث ان رفعت قضية خلع قضت لها المحمة بذلك
..
تفتح وعي نغم منذ البداية علي مؤلفات ابيها
وصفي رشيد والتي انشغل بقضايا الحرية والفلسفة في كل عصورها فقد كان ابوها استاذاا
بالجامعة وباحثا في الفلسفة والاجتماع وكاتب روائي اثارت مؤلفاته عاصفة من الجدل
في كافة الاوساط العلمية والعامة بسبب جرائتها ومخالفتها لما فُطر عليه المجتمع من
ثوابت فكرية تناقلتها العصور وخاصة الحديثة
نشأت نغم في هذا الجو واكتسبت من ابيها هذه
الاراء المختلفة تخرجت في كلية الاعلام ثم عملت بالتلفزيون المصري قبل ان تتسابق
عليها القنوات الفضائية لتخطفها وتصير من اشهر الاعلاميات في الوطن العربي والجميع
ينتظر عرض برنامجها الاسبوعب والذي غالبا ما يخلف عاصفة من الجدل بدوره بسبب جرءة
لم تكن (نغم وصفي ) تلك المرأة المتحررة
والتي تنادي بالحرية المجتمعية علي كافة الاصعدة تنعم بها في حياتها بالقدر التي
تطمح إليه ، فقد كانت تجد ضغوطات عديدة في عملها وبيتها ،فالمنتج والقناة التي
تعمل بها دائما ما يحاولون فرض كثير من الاراء عليها بما يتوافق مع مصالح القناة ،
ويمنعونوها من بعض الاراء التي قد تتسبب في الصدام مع جهات عليا في الدولة
كما ان بيتها صار ساحة للمشاجرات والصدام
بينها وين زوجها ( عزيز )المنتج الفني الذي تزوجته بعد ان سعي خلفها حثيثا لينال
رضاها مظهرًا ولعًا بها غير عادي ، لا تنكر اعجابها به في البداية فقد كان نموذجًا
للرجل المتحضر الراقي ذو الافكار الجريئة التي تؤمن بها ، رات فيه الطموح والايمان
بالمثل والقيم العليا التي طالما أمنت بها ودافعت عنها
غير انه ما ان تزوجته وجدت كل هذا هباءًا
منثورا ، وان كل قيمه ومثله العليا هي محض ادعاء فقد كان سكيرًا عابثًا يركض خلف
الحسناوات مستغلا شهرته ووسامته وماله ايضَا
اكتشفت مدي وضاعته وحقارته وسوء نواياه ،
وافتعل كل ما افتعله فقط امامها لينال اعجابها وبالفعل نجح في نصب شراكه عليها
لكنها لم تلبث ان حاولت تصحيح ذلك الخطأ
وطالبت منه الطلاق لكنه رفض بل وطلب منها اموال كثيرة في مقابل ان يمنحها حريتها فقد افلس منذ فترة ويقتات علي اموال النساء ،
فرفضت ان تكون فريسة لطمعه وسوي خلقه فاتخذت قرار بخلعه حتي نجحت في ذلك .
لم يرض عزيز بهذا وهو الرجل الطاووس الذي
تسعي اليه النساء لينالن رضاه ...كيف لنغم ان تخلعه واعتبر هذا اهانة كبيرة فعزم
علي الانتقام منها وهددها انه لن يتركها في حالها لكنها لم تكترث لهذا المفلس
فكريًا وماديًا
*********************************
خرجت صراط من منزل صبحي تلهث وتعدو فتتعث
قدمها وتسقط ثم تقوم وتركض حتي عادت الي بيتها ،حمدت الله ان اسرة ابراهيم لم ترجع
بعد ، صعدت شقتها ودخلت تلتقط انفاسها ونبضات قلبها وصلت أعلي معدلاتها
لا تعلم ماذا حدث ، ولا تدري ماذا يحدث ..
التقطت اذنيها طرقًا خفيفًا علي باب شقتها
فسقط قلبها في قدميها واصيبت بالهلع اكثر مما هي فيه وترقبت ...وتسألت من يكون
الطارق الان وحاولت ان تسيطر علي انفعالاتها وقلقها وتوترها قليلا ...ثم اسرعت الي
نحو غرفتها والتقطت اسدلا لتخفي به ملابسها الممزقة ثم نظرت في مرآة فلاحظت اثار
سجحات من اثر اعتداء صبحي عليها فاذداد توترها وحاوالت ان تستر هذا غير انه لم يشأ
ان يستر فاذداد الطرق قليلا مما دفعها لمزيد من القلق والتوتر فخرجت من الغرفة
مسرعة نحو الباب لتسأل من الطارق
فاتاها سيد صوت سيد سلفها وطلب منها ان تفتح
فاعتذرت له واخبرته ان اخيه ابراهيم غير موجود ، فاخبرها بعلمه وانه يريد ان يتحدث
اليه هي قليلا ترددت صراط ولكنها فتحت له الباب فدخل فحاولت قدر المستطاع ان تخفي
وجهها حتي لا يري الاثار التي به
اخبرها سيد ان كان يراقبها وانه يعلم اين
كانت وماذا كانت تفعل ، اخرستها الصدمة ولم تستطع ان تعقب فتابع سيد وحدثها عن
تعاطفه معها وعن الظلم الذي تجده في هذا البيت وان ابراهيم علي الرغم من انه اخيه
فهو لا يستحقها ولا يستحق ان تخسر نفسها من اجله وان السحر لن يغير تلك
القلوب الصلدة التي قدت من صخر .
بكت هنا صراط وانهار كل ما بها ، لم تعد
قادرة علي التماسك ، مما اثر تعاطف اكثر من داخل سيد الذي حاول ان يربت عليها
بحنان ولطف كي يهدأ من روعها غير انه لم تصمت بل بكت وتمتمت بكلمات تحكي عن الظلم
الذي تتعرض له في هذا المنزل ، اقترب منه سيد اكثر ولعب براسه الشيطان بعد ان ضمها
اليه ثم حدثها عن مدي حبه لها وانه مستعد لعمل اي شئ في سبيلها حتي لو قتلهم
جميعًأ وانه لطالما احبها منذ ان راها اول مرة وكانت يافعة وان اخاه الاناني هو من
حرمه منها وانه لن يبعد عنها مهما حدث وانه سيظل وافيا لها ، ثم اخبرها انه علي
استعداد علي الهرب معها بعيدًا عن هؤلاء البيت والحي الظالم اهله
انتبهت صراط لكلمات سيد والتي كانت صاعقة
تهوي علي اذنها ، سحبت نفسها من بين زراعيه ودفعته بعيدًا عنها بل وصبت عليه
كلامًا جارحا موبخة اياه كيف ينظر لها هكذا وهي زوجة اخيه ، وهو متزوج ايضا ومنجب
لامها سيد وهي التي ترضي بالذل من اجل رجل لا
يفتر عن اذلالها واهانتها هو واهله بل وانه الان ذهب كي يتزوج من اخري اقل منها
حسبا ونسبا وجمالا بل وذات سمعة سيئة
اصابت كلماته منها مأربها ولكنها اطرقت قليلا
ثم مالبثت ان طردته ..فخرج حزينًا يايسًا من شقتها ولم يغلق الباب خلفه خرج وتركها
وسط همها ودموعها
************************************
عاد ابراهيم مع اسرته واجمًا لم ينبث ببنت
شفة ، بعد ان انهوا الاتفاق علي كافة تفاصيل زواجه بنرجس ، وما ان انتهوا من ذلك
حتي ترك اسرته وخرج واجمًأ حزينا حائرًا
لا يعرف اين يذهب لكنه تذكر صراط وما هي فيه الان من عذاب نفسي فاتجه إليها عله
يخفف عنها ما تشعر به أو يجد هو عندها ما يخفف عنه ما يشعر به من عدم الرضا والقلق
، وما ان وصل البيت وصعد السلم حتي اخترقت اذنه صوت صراط وكأنه تبكي فصعد السلم
مسرعًا فرأي اخيه سيد يخرج متسللا وعلي وجهه قلق وتوتر وخيبة أمل ، اندهش ابراهيم
وتذكر رفض اخيه الذهاب معه ومع باقي افراد اسرتهم لخطبة نرجس ، ولعب الشيطان برأس
ابراهيم الذي اندفع الي الشقة ودخل فوجد صراط المثخنة بجراج في وجهها من أثر
اعتداء صبحي عليها تبكي ، وما ان راته حتي غاص قلبها في قدميها وحاول ان تخفي ما
بها فاقترب منها منفعلا وسألها ماذا حدث ...
لم تعرف صراط بما تجيب وهي تري النيران
متاججة في وجه ابراهيم ، فتابع سؤالها لها وجذبها من ذراعها بقوة لتتحدث فانخلع
اسدالها في يده ورأي ثيابها المقطعة وسجحات التي انتشرت في زراعيها ووجها ففهم ما
حدث ..
انهال عليها ابراهيم ضربًا وسبًا لانها سمحت لهذا الكلب ان يفعل بها ما فعله ،
بكت صراط ولم تعقب وسقطت مغشيًا عليها فتركها ابراهيم واندفع نحو المطبخ وبحث عن
سكين طويلة وحادة واخذها وصعد مسرعًا إلي شقة اخيه سيد والذي يبدو انه سمع
المشاجرات التي دارت بين صراط وابراهيم فجلس في شقته خائفًا يترقب ،
صعد ابراهيم كالوحش الضاري إلي شقة سيد وجلس
يطرق بابها بعنف وقوة كادت تخلع الباب من شدتها ، وهو يصب سيل من السباب والشتائم
علي سيد اخيه ، والذي وقف خلف الباب خائفا يدافع عن نفسه ويقسم لاخيه انه لم يحدث
شئ ولكن ابراهيم الهائج لم تكن لديه اي نية لتصديق ما يقوله أخيه ، سرعان ما لفت
انتباه الاسرة والتي مالبثت عائدة من عند نرجس ذلك فصعد الجميع إلي اعلي ليشاهدوا
ما يحدث ، وحاول الجميع اخذ السكين من يد ابراهيم ومنعه من ايذاء اخيه غير انه لم
يقدر احد علي ذلك بسبب قوته الجسدية حتي ابيه الذي نهره وعنفه غير ان هذا لم يجدي
مع ابراهيم حتي ظن انه كاد يفتك بالجميع
واطلق الام عزيزة وابنتها صرخات دوت في الشارع
كله مما جمع الناس من كل حدب وصوب ليشاهدوا ويمنعوا ابراهيم من عزمه علي قتل اخيه
وبالفعل تغلبوا عليه واخذوا منه السكين واصطحبه بعد الرجال الي خارج المنزل ليهدأ
،
سقطت ام ابراهيم مغشيًا عليها وجعلت بعد
النسوة ايفاقتها والنزول بها الي شقتها وكذلك صلاح الذي نزل بصحبة مجموعة من
الرجال الي شقته والحزن مرسومًا علي وجهه عارا لا يمحي وهو الرجل الذي طالما حافظ
علي وضعه الاجتماعي الذي ما كان ليتخيل
اكثر اعداءه ان يجدوا مثل هذا اليوم للانتقام من سمعة هذا الرجل
*************************************
اسرع غلام صبحي خلف صراط غير انه لم يفلح في
العثور عليها فقد اختفت ولم يعد لها ادني اثر، فعاود ادراجه الي شقة صبحي مرة اخري
واندفع نحو جثته ليتأكد من انها فارقت الحياة ، فخرج إلي غرفة اخري في المنزل بها
جهاز كمبيوتر قديم فتحه ثم شغل مقطع فيديو وظهر فيه ما حدث بين صبحي وصراط ، فقد
كان صبحي يسجل لقاءاته الجنسية مع ضحاياه ليبتزهن بها بعد ذلك ويصبحن طوع امره متي
ارادهن .
تأكد الغلام ان صراط لم تلحق الاذي بصبحي بل
سقط هو فجاءة ومات بعد ان اعتدي عليها ضربا وصفعًا وومزق ملابسها ثم سقط فخرجت
مسرعة تلملم ثيابها وتستر جسدها
اغلق الغلام الجهاز مسرعًا ثم حمل الجهاز
الكمبيوتر وخرج به ، واتجه نحو منزله المجاور لمنزل صبحي ودخله ثم بأ الجهاز في
غرفته ..ثم عاد إلي شقة صبحي مصطحبًأ بعض اهالي الحارة، وحملوه إلي اقرب مستشفي
ليخبرهم الطبيب انه قد مات اثر ازمة قلبية باغتته بسبب تناوله منشط جنسي قوي ..ولم
يكن هناك اي شبهة جنائية موته.
صارح الغلام امه (نعيمة) بما حدث حزنت لذلك
كثيرًا فقد كان صبحي يغدق عليها وعلي ابنها العطاء وبموته سينقطع عنهما سبب الرزق .
حزنت ايضًا لم ينتظرهما من مصير مجهول وكيف
سيعيشان وسوف يضطر ابنها للعمل في الورش مرة اخري ولن يعود عليهما ذلك بالكثير
وسوف تضطر ان تعود لتخدم في البيوت مرة اخري بعد ان تاب الله عليها علي حد وصفها
حتي اخبرها ابنها انهما لن يضطرا لذلك فقد
جاءته فكرة شيطانية فقد عثر علي فيديوهات كان صبحي يسجلها لضحاياه دون علمهن وكان
يبتزهن بتلك الفيديوهات ليغدقوا عليه العطايا والجنس اذا ما اراد منهن ذلك ، وانه
سوف يستغل تلك الفيديوهات لتهديدهن كي يجمع منهن مبلغًأ كبيرا من المال يفتح به
مشروع لنفسه كي يعيش منه هو وامه ، سرت امه بتلك الفكرة ولكنها سألتها وكيف سيصل
إليهن
اجابها بكل ثقة هناك من يعرفهون بالفعل
والاخريات سوف يلف مصر كلها كي ما يجدهن فسوف يعمل علي ذلك وطمانها
*****************************************************************
لم يكن الحزن الذي اصاب نغم وصفي لموت والدها
وصفي رشيد ليوصف بالكلمات ، نال منها الحزن مبلغه وأصابها بحالة من الاكتئاب فلم
يكن وصفي رشيد بالنسبة لنغم مجرد والد فقط بل كان مثلًا أعلي واستاذًا ومعلمًأ
وصديقا واخًا وابنًا وكل شئ في حياتها ..علمها حب الحياة وحب العلم والثقافة كما
علمها ان تكون طاقة ايجابية في تغيير حياة البشر وحب الخير وتغيير افكار متخلفة
سادت المجتمع طيلة سنوات من الموروث الثقافي الخاطئ الذي انحدر بالمجتمع إلي هوة
الجهل والتخلف والرجعيه بعد ان كان مجتمعًا
سباق الامم وقائد الحضارات
جاء الجميع من كل حدب وصوب لعزاء نغم في
مصابها ، كل اطياف المجتمع فنانون وسياسيون وادباء واعلاميون ...الخ.
تقدم المعزين (عزيز عبد الحق ) طليقها مظهرًا
تأثر كذب بوجه زائف يظهر عكس ما يبطنه صاحبه من سعادة لا توصف بموت هذا الرجل الذي
طالما مقته بل وانتظر لحظة وفاته كأجمل خبر يمكن ان يُسمع في حياته ...
رأي عزيز أن موت وصفي رشيد هو منقذه من
الافلاس بما لدية من ثروة كبيرة ورثها عن عائلة من اكبر عائلات مصر اسما وثروة
والتي ستؤل لابنتيه ( نغم ورغد ) الوريثتان الشرعيتان لهذا الرجل العقيم الذي لا
ينجب .
منذ بضع سنوات وعزيز يجلس في احد صالات
القمار بجوار صديقه الدكتور (زين حُزين ) سمع معلومة اعتقد انها ستغير مجري حياته
وتنتشله من الافلاس الذي لاح شبحه حوله في كل مكان بعد ان كان منتجا سينمائيا
معروفًا يتهافت الجميع عليه .
وهي ان وصفي رشيد عقيم لديه عيب خلقي يمنعه
من الانجاب طيلة حياته ، لم يهتم عزيز بالخبر الذي لا يعنيه كثيرًا ولكن اهتمامه
نال حد لا يوصف حينما علم ان نغم وصفي هي ابنه وصفي رشيد ..فقد كان يعرفها ولطالما
سعي خلفها لينالها كما ينال غيرها ولكنه
تمنعت عليه حتي يئس منها ...اثار فضوله ان يعرف تفاصيل هذه القصة وكيف لرجل لا ينجب
مثل وصفي رشيد ان يكون لديه ابنه مثل نغم فتابع (زين حزين) لا يعلم ماذا حدث ولكنه
رجح ان يكون الامر تبني او غير ذلك ...ام وصفي لا يستطيع ان ينجب ابدًا ...حاول
عزيز ان يستغل هذه المعلومة لصالحه ونصب شراكه حول نغم مظهرًا صورة غير صورته
المستهترة العابثة حتي تزوجها ولكن من السهل ان تخدع بعض الناس بعض الوقت ولكن من
المستحيل ان تخدع كل الناس كل الوقت ..
مع الايام ظهرت خصاله واخلاقه الحقيقية مما
دفع نغم لخلعه ..لكنه لازال يتمسك بها وبثروتها التي ستنالها هي واختها (رغد)التي
تعيش خارج البلاد منذ سنين كثيرة .
حانت اللحظة المناسبة التي انتظرها طويلا
عزيز يجب ان يكون هناك سعرًا ما لما عنده من معلومة رأي انها نقطة الض ال ستجعل
نغم وصفي طوع امره
*************************************************
فضيحة مدوية في الحي كله انتشرت كالنار في
الهشيم ، تهجم ابراهيم علي اخيه محاولا قتله بسبب محاولته الاعتداء علي زوجته(
صراط ) وكانت فكرة مقبولة لدي الكثيرين وخاصة من المقربين منهم فقد كان هناك
الكثيرون ممن يعلمون بشغف سيد بصراط منذ ان كانا يافعين قبل ان يتزوجها اخيه
ابراهيم والذي كان يعلم ايضا بذلك قاطعًا
كل الامل أمام(سيد) في الوصول الي حبيبته
، انقطع الناس في المنطقة كلها للحديث عن هذا الامر وعن خيانة الاخ لاخيه وبعضهم
اظهر الشماتة والاخرون اظهروا تعاطفًا مع صراط وتشفيًا في زوجها والذي استغل ضعفها
وقلة حيلتها ليتزوج من (نرجس) التي هي دونها في كل شئ ..الخ ذلك
النار تغلي في هذا منزل صلاح الدسوقي الذي عاثت فيه الشياطين ، صلاح الدسوقي يجلس
مكسورًا حوله بعض الاهالي ينظرون اليه يترقبون رد فعله وهو غير قادر علي رفع بصره
في اعين الناس خزيًا وعارًا
مجموعة من النسوة يسعفن ام ابراهيم التي تدعي
الاغماء تفاديا لنظرة الناس وفريدة تشتم
وتسب من كان السبب تلقي باللوم علي صراط التي تجلس في شقتها خائفة تترقب لا تستوعب
ما يحدث ...القلق يسيطر عليها كما يسيطر علي سيد في شقته وزوجته (ورد) التي جاءت
مسرعة من عند والدها حين سمعت ما حدث وصبت لومها وتوبيخها المقذع علي سيد الذي
حاول الدفاع عن نفسه واخبرها انه فقط سمع بكاء صراط فنزل اليها ليري ما بها
،فعنفته علي ذلك ثم اخبرته ورد بعلمها بشغفه بصراط ا وانها كانت تعلم ذلك وتسره في
صدرها كمدًا، اخبرته انها امراءة وتعلم كيف كانت نظراته تجاه صراط المملوء
بالعاطفة والشغف ، ولكنها كانت تنتظر حتي يرجع عن ذلك ويتذكر انها زوجة اخيه ،
وانه متزوج ولها اطفال خير من تلك العقيم ، ثم طلبت منه ان يطلقها ....
*********************************************
لم يكن احد يعلم مدي السعادة التي شعرت بها
نرجس حين علمت بهذا الخبر حتي انها رقصت فرحًا وطربًا بذلك مما أثار دهشة والداتها
فسألتها عن سبب ذلك فاخبرتها نرجس ان هذا سيجعل ابراهيم يُطلق
صراط في اسرع وقت ليخلو لها الجو
...فسألتها امها وما الذي يجعله يطلقها والجميع يعلم انها مظلومة وان اخيه هو
المخطئ وهو من تهجم عليها وقطع ثيابها وحاول اغتصابها وهي قاومته
قالت نرجس بثقة ان اهل ابراهيم لن
يرضوا ان تعيش صراط معهم بعد الان فهي سبب الفتنة بين الاخوين ولا يُعقل أن
يتركوها والا اشتعلت النيران بينهم مرة اخري
كانت نرجس علي حق ، فبعد ان جلس صلاح الدسوقي
وزوجته وابنته رأوا انه لا مفر أمامهم من جعل ابراهيم يطلق صراط ويطردوها خارج
البيت حفاظًا علي اولادهم وحفاظًأ علي ماء وجههم في الحي كله الذي اشيع فيه الخبر
، وحتي يعلم الجميع انها هي المذنبة ولقات جزاءها
ارتاحوا جميعًا لهذا القرار وسرعان ما صعد
صلاح الدسوقي الي شقة ابراهيم وصراط وطرق الباب فتوترت صراط وخافت وفتحت له الباب
فدخل اليها وطلب منها ان تجمع ثيابها وترحل الان ، حاولت صراط ان تدافع عن نفسها
فاغلظ عليها صلاح الدسوقي في القول واظهر لها وجها اصابها بالهلع ، فسالته عن
ابراهيم فاخبرها أنه سيطلقها وطلب منه ان ترحل الان والا سيعاقبها باشد العقاب
فاسرعت صراط تجمع ثيابها وانصاعت وخرجت من المنزل يشيعها سباب وشتائم فريدة وعزيزة
..
قطعت صراط الشارع وسط نظرات اهالي الشارع
شعرت بانها عارية ولا تعلم كيف تواري نفسها اسرعت وسط عيون مليئة بالفضول والشماتة
والتعاطف فكانت كلها تمزق في قلبها الذي لم يعد به اي موضع خال من الحزن والغم
وصلت صراط وسط همها وحزنها الي ورشة ابراهيم
والتي تذكر جيدًا حين توسل إليها كي تبيع منزل والدها فلا حاجة لها به ، وتعطيه
المال الذي يفتح به ورشة تكون لها ولاولادها من بعدها وحتي يستغني عن ابيه الفظ
والذي يرفض ان يساعده ويطلب منه ان يعمل معه ..كما وعدها ايضًا انه سوف يشتري لها
بيتا منفصلا عن بيت ابيه حين تستقر له الامور وتعمل الورشة وتحقق دخلا ..ولكن كل
وعوده لها ذهبت ادراج الرياح ..
سالت العاملين بالورشة عليه فاخبروها انه لم
يجئ ، ثم فاخرجت موبايلها للمرة الالف وطلبته غير ان هاتفه مغلق ...سارت ولا تعلم
إلي اين تذهب وماذا ستفعل
*********************************************************
لم يكن ابراهيم صاف الذهن مرتاح البال ،حتي
يمارس معها الحب بالطريقة التي اعتادا عليها
يستطع ، ظلت الهواجس امام عينيه لا يعرف ماذا
يفعل .
حاولت نرجس والتي تدللت عليه ومكرت ان تحدثه
ان ينسي صراط تلك وما حدث منها ، ثم اخبرته ان خير سبيل إليه هو أن يطلقها ويرتاح
ذهنه فلا سبيل له من ذلك حتي يتخلص مما يلاقيه هم وضيق ، لم يكن لدي ابراهيم اي
رغبة ان يتحدث في هذا الموضوع ، بل وساءه ذكر صراط أمامه ، فانفعل فحاولت أن تهدأ
روعه وذكرته بموعد زفافهما وذكرته انه لا سبيل للتأخير كي لا يظهر الحمل ويفتضح
الامر .
طرقات علي باب الشقة ، ذهل ابراهيم من ذلك
وتسأل من عساه يأتي إليه هنا الان ومن يعرف مكان هذه الشقة والتي اتخذها لنفسه
ليقضي فيها ساعات من الراحة والمتعة مع نرجس
خرج من الغرفة ثم توجه إلي الباب ليفاجأ
بابيه امامه ، فذهل ابراهيم من رؤيته بل وشعر بالحرج الشديد .
دخل ابوة إلي الشقة متفحصًا اياها ، واخبره
انه يعرف بامرها منذ ان اشتراها وانه لا يخفي عليه شئ ، حاول ابراهيم ان يجد كلمات
ليبرر لابيه سبب شراءه لهذه الشقة وهو يعلم مدي رفضه لان ي عيش ابنه بعيدًا عن
منزله
كان والد ابراهيم شديد المعارضة لان يتخذ
ابنه مسكنًا بعيدًا عنه ، فقد رفض مرات ومرات طلبه ذلك خوفًا من ان يفعل اخوه مثله
ويتركوه بمفرده ، غير انه منذ فترة ليست ببعيدة اشتري ابراهيم هذه الشقة وكان يعدها
لزوجته صراط وسيهديها لها تقديرا لانها باعت منزل ابيها من اجله وخاصة بعد ان بدأت
فكرة الزواج تتردد علي خاطره ، فقد كان يعلم مدي ضيقها بالعيش وسط اهله وعزم علي
ان يسعدها بتلك المفاجأة غير انها لم تتم فقد صادف نرجس وبدأت اللقاءات الجنسية
بينهم فقد كان لابد من مكان ليضم تلك العلاقة فاتخذا هذه الشقة وكرًا للرذيلة
اخبره ابوه بما فعله مع صراط وانه طردها
فتفاجأ ابراهيم من ذلك وحاول ان يسأل ابوه الذي قاطعه مسرعًا كان لابد من ذلك حتي
نحفظ كرامتنا والا تخسر اخوك ..ثم تابع بالرغم من الامتعاض والغضب الذي ظهر علي وجه
ابراهيم حين ذكر اسمك اخيه ... انه عليه طلاق صراط ...اعترض ابراهيم ..فهدده ابوه
بقطعه ان لم يفعل ثم ذكره بانه لم يعد عليه منها سوي العقم والهم والحزن الذي هوي
به في ظلمة الحياة حتي كاد يقتل اخيه من اجلها ...
طلب منه صلاح الدسوقي بسرعة العودة الي
المنزل لترتيب كافة اجراات الزواج من نرجس حتي لايفتضح امر حملها .... وما ان تضع
مولود لك حتي تطلقها هي الاخري
تعجب ابراهيم من ذلك فتابع ابوه ...المراءة
التي تحمل منك في الحرام لا يمكن ان تصلح زوجة
اخترقت كلمات صلاح الدسوقي اذن نرجس والتي
كانت خلف باب الغرفة تسترق السمع للحديث الدائر بين صلاح الدسوقي وابراهيم ابنه
فامتعض وجهها وبرقت عيناها وعزمت علي امر ما
، وما ان دخل اليها ابراهيم حتي تصنعت انها
تجهل الامر واخبرته بمن كان الطارق فاخبرها انه والده وتسألت ماذا كان يريد وكيف
جاء الي هنا
اجابها ابراهيم انه لا يعرف كيف عرف بامر تلك
الشقة ...واخبرها انه يريده ان يطلق صراط
فسألته نرجس : عما سيفعله
اجاب ابراهيم انه لا يدري ماذا سيفعل ...وغاص
عقله مفكرًا في صراط واين قد تذهب الان وليس لها ملجأ تذهب إليه
************************************
يومان مرا علي صراط وهي تقيم عند صديقتها
(سارة) لم تذق فيهما طعم النوم ابدًا ، ظل عقلها متوقد بالافكار والهواجس لا تعرف
ماذا يمكنها ان تفعل وإلي اين تذهب ، كل يوم تخرج وتذهب إلي ابراهيم في الورشة
ولكنها لاتجده ، وموبايله مغلق دائمًا ، ولا تعرف سبيل إليه ، كانت تكذب نفسها
ووساوسها كثيرًا بأنه تركها وانصاع لرغبة اهله ، كان يوجد شئ في قرارة نفسها
يحدثها ان ابراهيم لن يقوي علي ان يفعل بها هكذا ويتخلي عنها .
حدثتها (سارة ) كثيرًا وطلبت منها الا تقف عند
هذا الحد وان تفكر في حياتها بشكل جدي
فالحياة مليئة بالاحداث والبشر وان كانت صراط
اخطأت في البداية في ان تثق بهذا النذل فليس معني هذا ان تستمر في ثقتها فيه ،
وطالبتها ان تلتفت لحياتها وتنظر لغدًا وان تتخلص من هذه المرحلة ، ومها حاولت ان
تدافع صراط عن زوجها ابراهيم كانت تجد ابتسامة سخرية من سارة والتي حاولت ان
تجعلها تدرك الموقف جيدًا ، فاخبرتها انه يعلم ان والداه طردها من المنزل وانه
سيملي عليه ليطلقها وإن كان سيفعل شئ فلابد انه كان سيفعل وحتي يتصل بها ليطمئنها
عليه ويستنكر ما فعله ابوه ، اصابت الكلمات موضعها في قلب صراط فاصيبة بخيبة امل
وحسرة وانخرطت في البكاء فحاولت (سارة )
ان تخفف من حدة صدمتها وتزيل وحشتها وتطمئنها .
لم تخفي صراط اعجابها الشديد (بسارة) والتي
تغيرت كثيرا عن ايام الدراسة فقد اصبحت اكثر نضجًا ومسئولية وجمالا ايضًا بالرغم
من هالة الهم التي تكسو وجهها كلما غدت او راحت ، فقد كانت تذكرها وكم كانت عابثة تميل الي
الهزار واللعب والرومانسية المبالغ فيها كلما قابلت شابًا وسيمًا ، حتي تزوجت من
احدهم وظنت ان الحياة ابتسمت لها فقد كان ثريًا وسيمًأ حسدها عليه كل البنات
وتمنوا بحظ مثلها ، لكنها سرعان ما طُلقت بعد أن رزقت بطفلة جميلة( صبا ) التي
تشبه امها كثيرًا ، وبدأت (سارة) تعتمد علي نفسها فعملت مدرسة في احدي المدارس
الخاصة والدروس الخصوصية كي تجد قوت يومها هي وطفلتها وامها التي تعيش معهما ،
وبالرغم من محاولات كثير من الرجال الارتباط بها غير انها رفضت من اجل طفلتها وبعد
ان صدمت في زواجها الاول ، قررت ان تعيش لنفسها ولطفلتها وامها .
بثت (سارة) الامل في نفس صراط وأخبرتها ان
الامر ليس كما يُشاع ( فضل راجل ولا ضل حيطة ) فاحيانا تكون الحيطة اكثر ضلا
وامانا من رجل مستبد اناني لا يري سوي ذاته وملذاته .
الحياة دائما فيها الجديد ، والكفاح في
الحياة ومتعة تحصيل الرزق بالشقاء والجد والتعب اكبر بكثير من اي متعة اخري في هذه
الدنيا وانتظار زوج لا يبالي بها ولا يتواني في اذلالها وجعلها خادمة لاهله ، ثم
اخبرتها ان وضع المراءة المطلقة في مجتمع كهذا ليس بالوضع المثالي بل هو وضع مزري
بسبب نظرة المجتمع لتلك المراءة بانها فريسة سهلة النيل ، غير
ان كل امراءة قادرة علي ان تفرض علي الجميع احترامها والطريقة التي يتعاملون بها
معها
اثنت صراط كثيرا علي التغير في شخصية سارة
والتي نضجت بصورة لم تتخيل صراط ان تصل اليها يومًأ ما امراءة كسارة ، فاخبرتها
(سارة) ان التجارب الاليمة هي التي تخلق الشخصيات القوية وتغير حياة البشر الي
الافضل كما قال الله تعالي (وعسي ان تكرهوا شيئا وهو خيرأ لكم وعسي ان تحبوا شيئا
وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون )
لا تنكر صراط ان كلمات (سارة ) فتحت لها طريق
جديد من الامل ، وعزمت علي الا تظهر ضعفها ابدًا فالضعيف الحق هو من يجعل الناس
يستضعفونه
***************************
لم يمنع ايمان صراط التام بكلام سارة ان تذهب
يوميًا الي ورشة ابراهيم تنظره حتي بدأت تلاحظ تغامز وتلامز العمال في الورشة
عليها ، فقد بدا اليأس يخترق قلبها وظنت اكثر في كلام سارة حين اخبرتها انه يتهرب
منها وبالفعل سمعت صراط بعض اهالي الحارة وهم يتهامسون علي ان غدًا زفاف ابراهيم
علي نرجس وعلقت الزينات في كل ارجاء الحارة ، صدمة صراط كانت كبيرة بالرغم من انها
توقعت هذا واخبرتها سارة بحدوثه لكنها لم تكن تعلم انها ستصاب بهذه الصدمة الكبيرة
وعزمت ان تذهب اليه في الفرح وتفضحه هو واهله امام اهالي المنطقة كلها غير ان سارة
حاولت اقناعها بالا تفعل ... فليس هناك جدوي من هذا ..لكن صراط اصرت ان تذهب
فمنعتها سارة بالقوة بل وحبستها في المنزل كي لا تخرج ***********************************
ليلة مليئة بالانوار والموسيقي الصاخبة
والرقص انتهت بزفاف نرجس المتألقة والتي غمرتها السعادة إلي ابراهيم والذي اعتره
الهم والحزن الشديد والذي لم يخفي علي احد ممن حضروا الفرح .
دخلا الي شقتهما وانطلقت نرجس تعدو الي غرفة النوم
والسعادة تطير بها غير ان ابراهيم طفق يتذكر ليلة زفافه بصراط وكم كانت سعادته وكم
كانت خجلة حين دخلا الي هذه الشقة وكيف انه جلس بين يديها يعاهدها علي ان يبقي لها
خادمًأ وافيا طول حياتها فهي حلمه الذي دعا الله ان يحققه له وها هو الله استجاب
لدعائه فلم يعد هناك ما يحتاجه من هذه الدنيا فهي غاية امله .
انتهت نرجس من ابدال ثيابها ولاحظت تأخر
ابراهيم الغائص في ذكرياته ، فنادت عليه لكنه لم يجب فخرجت اليه ودعات غليها كي
يخرج من شروده فقام منزوع الارادة ودخل الغرفة معها ، حاولت ان تخرجه من حالته
المزاجية السيئة وتخبره بدهشتها من رد فعله حتي ان الجميع لاحظ ذلك حتي ظُن انه قد
قهر علي الزواج منها وتذكره بانهما كم انتظرا هذا اليوم ثم ذكرته بانه ستحقق له
حلمه هو واسرته وستنجب له يعد اشهر قليلة طفلا وسيمًأ مثله يصطحبه معه كلما غدا او
راح كما كان يري اصدقاءه يفعلون ذلك فيصاب بسحرة وخيبة امل .
حاول ابراهيم ان يظهر لنرجس انه سعيد ولكنها
لم تري منه ذلك وعزمت الا تذكر اسم صراط امامه كي ينساها فهي لاتشك ذرة واحدة في
حبه لها ، دعته ان يذهب يبدل ثيابه ويستحم وياتي اليها كي تذيقه لذتها فقام واتجه
الي الحمام واسترعي انتباهه جرس الباب فاندهش من عساه ان يأتي هذه الساعة المتاخرة
وفي هذه الليلة فاندفع الي الباب ليفتح ليري امامه (سارة ) تنظر له نظرات مملوءة
بالاذدراء والبغض
اندهش ابراهيم لرؤية(سارة) والتي حدثته بنبرة
مفعمة بالثقة والهدوء ولم تتركه يسألها عن سبب قدومها ، اخبرته انه عليه ان يطلق
صراط بعد ان يوفيها كافة حقوقها الشرعية التي ينص عليها القانون ، وان يعيد لها
المال الذي اخذه منها كي ينشئ ورشته ان كان يحترم نفسه ولا يريد المشاكل ، وحين
سألها هل صراط من ارسلتها قاطعته بحدتها لا شأن لك بها كل ما عليك ان تفعل ما
اخبرتك به ثم صبت علي اذنيه بعض كلمات التوبيخ واللوم والاستهزاء التي ازعجت نرجس
التي وقفت خلف الباب تسترق السمع ثم خرجت مسرعة حين رات (سارة) تؤنب ابراهيم فخرجت
ترد عليها فنظرت لها سارة نظرة ازدراء وعدم اهتما ثم تركتهما ونزلت فظلت تغلي نرجس
من شدة الغيظ واستنكرت علي ابرايهم سكوته لها .
لم تكن هذه هي المرة الاولي التي يصطدم بها
ابراهيم وسارة فكانت تربطهما علاقة حب منذ ايام المراهقة حين اعجبت سارة بوسامته
وهو بجمالها وارتبطا فترة من الوقت حتي مل منها ابراهيم بل حين راي صراط وسعي
جاهدًا ليرتبط بها بعد ان احبها بصدق ... عنفته سارة وقتها واتهمته بالانانية وحب
النفس ولكنها لم تكن تعرف انها ستلتقي به يوما اخر حين اخبرتها صديقتها المقربة
صراط ان هذا الشاب (ابراهيم ) يترصدها كلما غدت او راحت وقتها حاولت ان تقنع سارة
صراط بالابتعاد عنه غير انها لم تفلح فقد تعلقت به واحبته وجاء لخطبيتها وقتها لم
تشأ سارة ان تاخبرها بمعرفتهما القديمة وعلاقتهما فقد كانت علاقة مراهقة عابرة ،
ومع الايام تزوجت صراط وسارة وانشغلتا كل في حياتها ، حتي طلقت سارة وقتها طلب
ابراهيم من زوجته صراط ان تقطع علاقتها بسارة نهائيا لانها مطلقة وسمعتها ستتلوث
ولا يشأ ان ينال زوجته نصيبًا من هذا التلوث ، حين علمت بذلك سارة او استنتجته
قطعت علاقتها بصراط حتي جاءتها منذ بضعة
ايام مع بدور الضلع الثالث في مثلث صدقاتهما تبكي وعرفت ما حدث لها من ابراهيم
واسرته فلم تندهش من ذلك فقد توقعته من هذا الانسان الاناني المتطلع الذي ما يرضي
بشئ ابدا .
*********************************************
اغلقت كل الابواب والمنافذ تاركة اياها مع
صبا الصغيرة والتي جلست بجوار صراط تربت علي كتفها وظهرها بحنان طفولي ، حتي جاءت
سارة سالتها صراط عما فعلته اخبرتها بما كان ، ثم دعتها لان تثبت ولا تبكي فهذا
النذل لا يستحق دمعة واحدة من عينيها ، اخبرتها صراط انها لا تبكي من اجله ولكنها
تبكي لسوء حظها في هذه الدنيا وقلة حيلتها ، فاستنكرت ذلك ثم دعتها لان تنهض وتعمل
علي نفسها وتبني نفسها وهي تثق من انها قادرة علي ذلك ، دعتها لان تتخلي عن الضعف
فالمجتمع لا يرحم الضعفاء ، ثم استنكرت ان يكون هذا حالها ثم سالتها مستنكرة هل
هذه صراط التي كان الجميع يدللها ويتسابق الجميع علي ابتسامة رضا منها ، اخذت سارة
تبث فيها الثقة وتشحذ عزيمتها وتقويها فبدأ بارقة امل تظهر في قلبها الذي اطبقت
عليه الهموم ظلامها
**************************************
لم تجري الامور علي نحو ما كان يخطط غلام
صبحي فلم يعثر علي النسوة التي سجلت لهن فيديوهات جنسية مع صبحي الا قليلات منهن
واكثرهن فقيرات لم يجدوا ما يعطونه له سوي اجسادهن في مقابل الا يفضحهن فرضي بذلك
وانخرط معهن في الرذيلة مستمتعًا تاركًا امه تنفق مما بقي لديها من مال قليل جمعته
حتي نفذ ولم يعد لديهم ما يكفي كي يعيشا ، فطلبت منه امه ان يخرج للعمل فليس هناك من
سبيل غير ذلك ، وخاصة انه فشل في تعلم فنون السحر بسبب جهله واميته ، رفض العودة
الي العمل في الورش مرة اخري ولكنه اضطر امام حاجته هو وامه وبسبب ان النساء الائي
عودنه علي ممارسة الرزيلة معهن تهربن منه وبعضهن طلبن منه ان يدفع لهن كي يستمر في
علاقته بهن ، ولم يفلح معهن تهديد بفيدوهات أو غيره ، وبعضهن هددهوه بالقتل هو امه
فخاف .
انصاع اخيرًا لرغبه امه والتي كانت لها صديقة
(ام عرفات ) يعمل ابنها عرفات في ورشة ميكانيكا يقال ان صاحبها يغدق عليهم العطاء
، فذهبت به امه الي عرفات كي يلحقه معه بورشة ابراهيم وبالفعل التحق بها وبدأ يعمل مع عرفات بها .
لم تكن صحة الغلام بخير وخاصة بسبب ممارستة
الرزيلة بصورة مبالغ فيها في الاونة الاخيرة مما اضعف جسده واضعف تركيزه فلم يكن
قادرا علي اثبات كفاءته في العمل بشكل
كاف مما دفع المعلم بركات مدير الورشة لاخبار
عرفات بعدم حاجتهم له بسبب سوء تركيزه وقلة كفاءته ، فحاول عرفات ان يقنع بركات
باعطاءه فرصة اخري لكنه بالرغم من اعطاءه كثير من الفرص وحث عرفات له علي العمل
بشكل جيد لم يكن لديه القدرة علي الاحتفاظ بالعمل ، فتم اخباره من قبل بركات نفسه
ان هذا اليوم هو الاخير له في الورشة وانه سيمنحه اجره في نهاية الايام عن الايام
السابقة .
حزن لذلك الغلام كثيرا وضاقت عليه الارض بما
رحبت ، حتي واتته فرصة لم يكن يحضر لها وان حضر لها لم تكن لتاتيه بهذه الطريقة .
رأي صراط بصحبة سارة جاءتا الي الورشة ليسألا
عن ابراهيم الذي لم ينزل الي الورشة فقد سافرا بصحبة نرجس لقضاء شهر العسل في احدي
المدن الساحلية ،
كانت رؤيته لصراط كما ظن انه مفتاح الفرج له
وخاصة بعد ان عرف من عرفات انها زوجة الباشمهندس ابراهيم صاحب هذه الورشة ،ولكنه
علم ايضا انهما علي وشك الطلاق فحزن لهذا الخبر فلم يكن يتصور ان تهديدها بالفيديو
ذو اهمية كبيرة ، غير انه علم باقي قصتها وكيف تعاطف معها الجميع حتي العمال في
الورشة وخاصة بعد ان تزوج ابراهيم من نرجس انهي يومه وعاد الي امه واخبرها بما علم
من قصة صراط وابراهيم وعن كيفية استغلال ما لديهما من فيديو لابتزازها للنيل منها
اموال للعيش وخاصة بعد طرده من الورشة ، اخبرها ايضا بان صراط كما يقول الجميع
مكسورة الجناح ليس لديها ما يكفي لقوت يومها فهي تعيش عالة علي صديقة لها بعد ان
تتخلي عنها زوجها الباشمهندس ، فكرت الام في القصة التي رواها لها ابنها اخبرته ان هناك من يدفع في مقابل هذا الفيديو بل
وسيغدق العطاء عليهما وحين سألها من ....
ابتسمت الام ابتسامة تنم عن اصابتها لصيد
ثمين
*************************************
شعرت صراط مع الايام انها اصبحت اقوي واعتادت
الامر غير ان هناك ما يؤرقها ويشد علي نفسها وهي انها تعيش عالة علي سارة والتي
تتعب كثيرا وتعاني من اجل تحصيل رزقها هي وطفلتها وامها ، وشعرت ان وجودها يشق علي
سارة اكثر ويحملها فوق طاقتها ثم اعتذرت لسارة عن ذلك غير ان سارة لم تكن تشعر
بذلك بل كانت تحب صراط من قلبها وتشفق علي حالها وتريد ان تساعدها لتخرج مما هي
فيه ،
حدثتها صراط عن رغبتها في البحث عن عمل تحصل
منه مال تساعد به سارة غير ان سارة رفضت فكرة ان تساعدها ولكنها اخبرتها بانه
يتحتم عليها العمل كي تحقق ذاتها وتبي مستقبلها بيدها ، فكرا معا ماذا يمكن ان
تعمل صراط وخاصة انها لم تكمل تعليمها الجامعي فقد تزوجت بعد عامين من الدراسة في
كلية الاداب ولكن تراكمت عليها الهموم والمتاعب فلم تكمل تعليمها وخاصة بعد ان
اخبرها ابراهيم زوجها بعدم حاجتها لذلك فاقتنعت ورضت وعاشت كذلك وحين احبت ان تكمل
تعليمها في السنوات الاخيرة رفض اهله ذلك ظننا منهم انها تهرب من خدمتهم ومساعدة
امه التي كبرت علي حد زعمهم .
لامتها سارة علي ذلك واخبرتها ان التعليم
والشهادة الجامعية ومن ثم عمل المرأة هو الحصن الحصين لها ، كي تعتمد علي نفسها ان
تعرضت لظروف قاسية
وعدتها سارة ان تبحث لها عن عمل مناسب ومع
السنة الدراسية الجديدة يجب ان تعود للدراسة وتكمل تعليمها فومأت صراط براسها
ايجابا قبل ان تخبرها سارة بانها سوف تصحبها غدا الي مشوار هام ولما سألتها صراط
لم تجب واخبرتها انهما سيذهبان لياتي لها بحقها من ابراهيم هذا الذي اختفي ولم
يفعل شئ وتركها كما هي الان معلقة
في اليوم التالي توجهتا الي المركز القومي
للمرأة ، رحب الجميع بسارة والتي يبدو انها معروفة هنا ولها شعبية كبيرة بين العضوات
اخبرتهم صراط بقصتها مع ابراهيم ، فترفقن بها
وعملوا علي تشجعيها وطمأنتها بان حقها سوف يعود إليها ثم بثوا فيها الامل بالحياة
وضربوا لها المثل بسارة( مرأة بميت برجل ) ثم حثوها علي اكمال تعليمها كما اخبروها
انهن سوف تبحثن لها عن عمل تحصل منها دخلا يكفيها للعيش .
خرجت صراط من هناك ولديها بعض الامل وعزمت
علي ان تنهض بنفسها وتعمل علي تطوير ذاتها والا تلتفت للخلف كما اخبروها فليس هناك
من او ما يستحق التفكير فيه
**************************************
جاءته الدعوة من المحكمة مطالبة اياه بحضور
جلسة محددة الوقت والتاريخ ، لم يندهش فقد توقع هذا ، وخاصة بعد زيارة سارة له
ليلة زفافه بنرجس غير انه لم يكن قادرًا علي ان يطلق صراط فمازال ضميره يأبي ذلك ،
لم يكن يعلم حقًا اهو ضميره ام قلبه الذي مازال يحبها ، رجع بعد رحلة مملة رتبية
مع نرجس لقضاء شهر العسل حتي يري كل شئ كما كان ويجد تلك الدعوة بانتظاره ... لم
يكن يعلم ما يفعله حقًا حثه ابوه وامه وجميع افراد اسرته علي ان يطلقها ، بل
وبالغت نرجس في حثه علي ذلك ، ولكنه رفض واخبره المحامي الذي استدعاه والده ، ان
يساوم صراط كي تتنازل عن حقوقها القانونية ان ارادت الطلاق فارتاح الجميع لهذا الراي
حتي ابراهيم الذي لم يكن يشغله الحقوق القانوينة قدر ما يشغله قلبه الذي يابي ان
يتركها بعد الحق بها كل هذا الظلم والاذي
في الجلسة اندفعت محامية صراط تكيل له
ولاسرته التهم من استعمالها خادمة وطردها من منزلهم علي مرآي ومسمع من الجميع مما
سبب لها حرجًأ واهانة وغير ذلك من وسائل الاذي الذي الحقوها به ..
شعر الجميع وخاصة محامي ابراهيم ان القاضي
يميل الي كافة صراط وان موقفهم يضعف في القضية فطلب التآجيل واستجيب له ثم اخبر
ابراهيم واسرته بان فرصة صراط هي الاكبر في القضية
رقصت نرجس فرحًا بعدما انهت لقاءها مع تلك المرأة
المجهولة والتي جاءت اليها مرات كثيرة ولكن نرجس كانت تقضي شهر العسل ولم تكن هنا ..حتي
قابلتها اليوم لتعرض عليها عرضًا لا يمكن ان ترفضه نرجس فقد واتتها الفرصة التي لم
تكن تحلم بها فيديو صراط مع صبحي ... بين يديها
الصدمة التي ظهرت في اعين ابراهيم حين رأي
الفيديو كات ترديه بازمة قلبية مفاجئة فقد راي زوجته بين يدي رجل لا يري وجه الرجل
ولكنها ظهرت جلية تقاوم وتقاوم ثم سرعان ما استسلمت لذلك الذئب
اخرسته الصدمة قليلا قبل ان يسال نرجس من اين
جاءت بهذا الفيديو ، اخبرته ان هذا لايهم فالاهم الان هو ان يترك ضميره يؤنبه من
اجل تلك الصراط
اشيع الفيديو في كافة ارجاء الحي بفعل نرجس
والتي استعملت غلام صبحي لنشر الفيديو بين الشباب وانتشر كالنار في الهشيم
صدمة اهل الحي كبيرة في صراط بل وبعضهم ارجع
تخلي ابراهيم عنها بسبب فحشها بل واثنوا عليه انه تركها حتي بعضهم رأي انه كان
يتوجب عليه ان يمزقها اربًا تلك الاثمة
حزن ابراهيم لفضيحته في الحي ولم يكن يعلم ان
نرجس زوجته هي من رتبت لهذه الفضيحة
فقد عقدت عزمها لتكيد لصراط وبالفعل نجحت بعد
ان اجزلت العطاء لتلك المراءة في مقابل الفيديو بل وطلبت منها كافة الفيديوهات
عندها وبالفعل اعطاتها المرأة والتي اندهشت من طلبها باقي الفيديوهات ولكنها وافقت
في مقابل بعض اموال اخري ، اخذت نرجس الفيديو واستعانت بابن اختها وهو صاحب محل لصيانة
الكمبيوتر وغير ذلك ..ثم قام بتركيب مقطع
الفيديو بعد ان قاومت صراط ثم اضاف مقطعا اخر يمارس فيه صبحي الجنس مع امراة ولا
يري وجهيهما حتي يظن من يري الفيديو انها صراط ..
لم تكتفي نرجس بهذا فقط وانما اوصت هذا الشاب
بنشر الفيديو بين كافة ابناء الحي حتي تنتشر الفضيحة وبالفعل حدث ، اسرعت نرجس الي
ابرهيم وارته الفيديو المتداول بين اهالي الحي حتي استشاط غضبًا وعزم علي قتل صراط
غير ان نرجس وقفت امامه وصرخت باعلي صوتها حتي تجمعت الاسرة ووقفوا بينه وبين ما
يريد بل ان ابوه حبسه ثم سألوا المحامي الذي اخبرهم ان هذا الفيديو سيكون نقطة
فاصلة في القضية والتي ستغير مسارها وانه ان اراد ان يرف له قضية زنا عليه حتي
تحبس وينتقم منها ، فامر صلاح الدسوقي المحامي ان يتخذ كافة الاجراءات التي تقتص
من صراط غير ان ابراهيم يري ان كرامته التي اهدرت ليس يعيدها اليه غير قتل تلك الفاجرة
الاثمة فهو لم يعد يقوي علي رفع بصره امام احد في اعين اهل الحي كله الذين
يتغامزون عليه كلما غدا او راح
**************************
دخلت بيتها وعلي وجهها وجوم وصدمة كبيرة ،
شعرت صراط ان هناك خطب بها ، فاسرعت تسألها عن سبب ذلك ، لم تنبث سارة ببنت شفة بل
اخذتها الي غرفتها وانفردت بها ثم اخرجت موبايلها وارتها الفيديو، صعقت صراط حين
رأت ما دار بينها وبين صبحي ثم زاد صعقتها اكثر حين لم يكتمل الفيديو علي النحو
المتوقع بل رات لقاء جنسي بين صبحي وامرأة حتي يظن انها هي ، عقدت المكالمة لسانها
ونظرت الي (سارة) المحدقة بها تري رد فعلها جزعت صراط ونفت لسارة التي بدا علي
وجهها التصديق بل واقسمت انها قاومته حتي سقط مغشيا عليه ثم خرجت تعدو من بيته .
سارة يبدو علي وجهها الحزن العميق والغضب
واخبرت صراط بان هذا الفيديو منتشر جدا الان بين الناس في المنطقة كلها وان
الاستاذة ثناء المحامية التي وكلتها في قضية طلاقها تخبرها بان موقفها اصبح عسيرا
بل مستحيلا في القضية كما اخبرتها ان محامي ابراهيم بصدد رفع دعوة زنا مستغلا هذا
الفيديو وهذا سيعرضها للسجن لا محالة ، اقسمت صراط جهد ايمانها انها لم تفعل وان
هذا الفيديو فبركه احد ثم قصت لها ما حدث انهمر بكاء صراط ونحيبها بينما تحكي ،
اشفقت سارة عليها واحتضنتها وسالت دموعها هي الاخري تعاطفًا مع صراط ثم اخبرتها
انها صدقتها ، وطلبت منها الهدوء كي تعرف ما يمكنهما فعله .
اخذتها سارة وذهبتا الي الاستاذة ثناء
واخبرتها سارة بما حدث ، واقسمت صراط ان الفيديو مفبرك ، فاخبرتها المحامية برد
صدمها واخبرتها حتي وان فبرك جزء من الفيديو ، فان الجزء الاول الذي ظهرت فيه واضح
تماما وصوتها وكلامها ، ثم اخبرتها انها لا يمكن فعل شئ سوي التفاوض مع محامي
ابراهيم لجعله يتنازل عن القضية ويطلقها دون ان تحصل علي اي شئ من حقوقها / صعقت
صراط من ذلك واخبرتها انه ليس لها بيت او مكان تلجأ إليه ..اخبرتها ان املها
الوحيد في ان يقبلوا بهذا الحل والا ستصبح في موقف حرج ..
خرجت صراط من عندها واعادت مع سارة ولاحظت
نظرات الناس الجارحة لها وبعضهم يبصق عليها والاخر يشتم حتي كادت سارة تدخل في
مشاجرات كثيرة بسببها
لم تذق طعم النوم او الطعام وجلست تبكي في
غرفتها وتندب سوء حظها وسارة تدخل اليها تنصها بعم الاستسلام واللجوء الي الله فهو
قادر علي ان يفرج عنها هذه الكربة
اخبرتها صراط بانها تريد ان تطعن في هذه
القضية كي تثب براءتها امام الناس ، اخبرتها سارة ان الاهم هو صورتها امام نفسها
فالناس لا يرضون باي شئ مهما حاول احد ان يكسب رضاهم .
في اليوم التالي كانت صاعقة اخري تنزل علي
رأس صراط اذ سمعت حوار بين سارة وامها تطلب امها منها ان تطردها من عندها حتي تلوث
سمعة بنتها وخاصة وانها مطلقة وهي تعرف كلام الناس ، فقد حدثتها كثيرات من جيرانها
بذلك كي لا تلوث سمعة بنتها
رفضت سارة بل وانفعلت علي امها واخبرتها انها
لا تهتم بكلام احد فلا احد يصرف عليها او يحضر لها شئ ، اخبرتها امها انها شابة
وجميلة ولا يتواني الناس عن الحديث بالسوء عنها وتلويث سمعتها كما ان لديها طفلة
صغيرة ما ذنبها ان تشب وتوصم بعار لم يكن لها ولامها ذنب فيه ، رفضت سارة هذا
الحديث غير ان امها انتهزت فرصة خروجها واندفعت الي غرفة صراط فوجدتها تجمع
ملابسها وتستعد للرحيل فعقد لسانها عما جاءت تخبيرها به فاخبرتها صراط انها سترحل
فليس لهم اي ذنب في مشكلتها كما شكرتها بسبب انهم استضافوها الايام السالفة ، بكت
ام سارة وطلبت العفو من صراط واقسمت لها انها تحبها كابنتها ولكنها تعذرت بظروف
ابنتها وخاصة انهن بمفرديهما فاخوات سارة مسافروت خارج القطر كما تعلم ووالدها
متوفي .
احتضنتها صراط وربت علي ظهرها بحنان ثم
اندفعت الي صبا وقبلتها وداعبتها قليلا ثم خرجت ، بلا هدف بلا امل بلا احد .
**************************
ثورة عارمة قامت بها سارة حين عادت إلي
المنزل تسأل عن صراط واجابتها امه وهي خائفة وعلي وجهها أثار حزن عميق ، انه رحلت
بعد ان جمعت امتعتها ، صبت سارة جم غضبها علي رأس امها ، والقت عليه اللو م
والعتاب ، فحاولت الام تبرئة نفسها بل واقسمت لها مرارا وتكرارا ان صراط هي من
رحلت من تلقاء نفسها وانها لم تحدثها بأي شئ مما دار بينهما غير ان سارة لم تقتنع
وصبت جم لومها وغضبها علي رأس امها بل وحملتها مسئولية ما قد يجري لهذه المسكنة
التي لا مأوي لها ولا اهل تلجا اليهم ، اسرعت سارة ناهضة وخرجت مسرعة لتبحث عنها
وامها حاولت ان تثنيها عن ذلك لكنها نظرة لها نظرة مملوءة باللوم والعتاب وخرجت
تجوب الشوارع بحثًا عن صراط ثم تتوجه نحو صديقاتهن والتي دعت الله ان تكون لجات
الي احدهن ، ولكنها لم تعثر عليها فعادت بخيبة امل وحزن عميق تفكر اين تكون ذهبت
صراط
******************************
كانت السعادة التي تشعر بها نرجس لا توصف ، وخاصة بعد ان اقتنع ابراهيم ان يطلق
صراط وبعدما اقنتعته اسرته بتركها دون ان تاخذ منه شئ من حقوقها واقنعه المحامي
بذلك بعد انهي الاتفاق مع محامية صراط علي كافة التفاصيل ، غير ان ابراهيم اقسم
امام الجميع بغضي هادر علي انه ان راها لسوف يقتلها ويشرب من دمها ،وحاول الجميع
ان يقنعه انه ليس له علاقة بها الان ،غير ان الفضيحة والمعرة التي لحقت به وباسرته
لم تكن الا لتشعل نارا عظيمة داخله و
اخل اسرته ايضا ولكنهم اعتبروا هذا الطلاق
سيخلصهم من هذا العار الي الابد ، وخاصة ان تعاقب الليل والنهار يُنسي ، ومع توالي
الايام وان تضع نرجس والدا لابراهيم سينسي الجميع امر صراط وكل ما حدث .
ظنت نرجس ان الحياة قد استقامت لها بعد ان
مكرت مكر السوء ولكن كان في انتظارها مفاجأة كبري لم تكن تلقي لها بالا او تعد لها
العدة ، ففي يوم وهي نازلة من علي سلم المنزل حتي
تعثرت قدمها وسقطت علي السلم وتدحرجت عليه مرات قبل ان ياخذوها الي
المستشفي ، وهناك تفقد حملها وجنينها ، مما اصاب الجيمع بخيبة امل وخاصة ابراهيم
الذي احس انه خسر كل شئ في هذه الدنيا ، فذهب الي شقته الخاصة ودوام علي تدخين
الحشيش وساءت حالته وكاد عقله يجن
*******************
لم تكن سارة بحالة مزاجية جيدة لتستمع الي
حديث هذه المرأة التي جاءت اليها حيث مقر عملها في المدرسة الخاصة ، لتخبرها انها
تريدها في امر هام ، غير ان سارة تشأمت من هيئة هذه المرأة التي لا توحي بالخير ،
انفردت بها سارة بعيد عن المدرسين لعلها
تعلم ما الامر الهام الذي جاءت به تلك المرأة ، حدثتها عن صديقتها صراط مما اثار
فضول سارة ولهفتها وسألتها اين هي وهل تعلم اين توجد ، اندهشت المرأة واخبرتها
انها لاتعلم مكانها ولكن معها شئ هام يهم صراط ، سألت سارة بدهشة وتعجب فاخرجت
المراة تليفونها المحمول وارتها الفيديو الذي سجل لصراط مع صبحي فنهرتها سارة
وسألتها هل جئتي هنا لتريني هذا الفيديو ، فطلبت منها المرأة ان تنتظر حتي تري
باقي الفيديو وبالفعل رأت سارة الفيديو الي اخره لتري مقاومة صراط لصبحي ثم سقوطه
ميتًأ كما حكت لها صراط ، سألت صراط المرأة
من اين جاءت بهذا الفيديو ، اخبرتها المرأة ان لديها ايضا الفيديو الاخر
والذي تم تركيبه علي هذا الفيديو لتبدو صراط من بالفيديو .
اخبرتها سارة من تكون ومن اين جاءت بهذا
الفيديو ، فاخبرتها ام غلام صبحي ، بالقصة ثم طلبت منها مالا لتعطيها الفيديوهين الذين
يوضحان الحقيقة ، عنفتها سارة بل وهددتها انها سوف تبلع عنها البوليس ان لم تعطيها
هذين الفيديوهين ... غير ان المرأة شكت لها سوء حالها واخبرتها انها تريد مجرد
مبلغ صغير فوافقت سارة وحصلت علي الفيديوهين .
لم تكن تلك بالمرأة السهلة بل ارادت ان تأكل
علي كل الموائد فقد خططت لان تبيع الفيديو لنرجس لانها تريد ان تنتقم من صراط غير
انه عندما طلبت نرجس الفيديوهات الاخري ارتابت في الامر وشكت ان نرجس ترتب لامر جد
خطير ، فقررت ان تستخدم الفيديوهات مرة اخري لتبيعها لصراط التي ستسعي في هذه
الحالة لان تثب براءتها ، وبالفعل فعلت غير انها لم تعثر علي صراط وحين علمت بان
سارة تهتم لامر صراط ذهبت اليها لتنال مقابل جديد وبالفعل غير انها خافت من تهديد
سارة لها وقبلت بمبلغ اقل بكثير مما كانت تتوقعه .
كانت سارة اشد فرحا بتلك الحقيقة والتي ستعيد
الي صراط ولو جزء من كرامتها المهدرة ، كما علمت ان نرجس الملعونة تلك هي من وراء
تلك الحيلة الشيطانية ليخلو لها الجو .
لكن حيرة سارة كانت جمة فمرت ايام كثيرة ولا
خبر عن صراط ، لكنها اتخذت قرارا ان تذهب لتقتص من ابراهيم واسرته ، فسألت عنه حتي
علمت انه ترك اهله وخرج ليعيش خارج الحي بمفرده فذهبت اليه ، فؤجئ بها تقف امامه
قوية صلبة في عينيها التشفي ، ورأته انسانا بلا روح كيان مشوه ، احتدم النقاش
بينهما وصبت جم غضبها عليه فطردها واخبرها انه سينتقم من صراط وسوف يقتلها ، فأرته
الفيديوهين ليتأكد من برأءة صراط واخبرته ان نرجس زوجته هي من قامت بتدبير كل هذه
الخطة لجعله يتخلص من صراط ، غير انه صب غضبه ايضا علي فعل صراط ايضا ان تذهب الي
دجال ليتحرش بها لايبرئها ....احاسيس متفرقة تنازعت داخل ابراهيم ولكن الحزن والهم
كان الاوفر حظًا ،تركته سارة في حيرته وهمه وخرجت .
عملت سارة علي نشر الفيديو وشاعت بين الناس
ان نرجس من فعلت ذلك ، وانتقم الله منها شر انتقاما وها هي ترقد في المستشفي بين
الحياة والموت ..
**********************
ايام صعبة مرت علي صراط منذ خرجت من عند سارة
تجهل الي اين تذهب حتي ملت قدميها وتعبت من كثرة السير بلا هدف حتي راتها الاستاذة
علا رئيس مجلس ادارة المركز القومي للمرأة والتي قد رأتها من قبل حين ذهبت الي
هناك مع سارة ، فاخذتها معها الي المركز وهناك قصت لها صراط مع حدث مما أثار تعاطف
الاستاذة علي والتي اشفقت علي صراط كثيرا وجعلت تطيب خاطرها ، وعرضت عليها ان تقيم
في مقر المركز مؤقتًا حتي تعثر لها علي عمل وسكن بايجار بسيط تعيش فيه ، رضت صراط
والتي لم يكن امامها خيار اخر ، وطلبت من الاستاذة علا الا تخبر سارة بوجودها في
مقر المركز حتي عندما جاءت سارة الي هناك باحثة عن صراط اختفت صراط وطلبت منهن الا
يخبرنها بوجودها ،
0 تعليقات