الحلقة الثانية ...الطريق إلي إبليس _قرية الموتي

الحلقة الثانية ...الطريق إلي إبليس قرية الموتي 

لم تستطع عيني التحول عن الطفل الذي اخذ  يقترب مني ، اخذت انادي ابي بصوت يغلب عليه الخوف والحذر لكن دون جدوي فقد اختفي تماما جعلت اقلب كشاف الضوء في كل ارجاء المكان وفي القبر  فليس هناك أي أثر له ، رفعت الكشاف نحو الطفل العابث الذي يقترب مني فانطفأ الكشاف دون أي سبب واضح ، أخذت اصرخ مستغيثا  ، حتي وجدت الطفل يقف أمامي علي القبر الذي كان ينبشه ابي واختفي به ، لن استطع لن اصف مدي فظاعة المنظر وهوله  فقد رأيت وجه الطفل رغم شدة الظلام ، وجدته بوجه عجوز تتشعب عليه التجاعيد ،له انف افطس قبيح وعين واحدة فقط في منتصف جبهته ،ضحك لي ضحكة افزعتني واسكتت صوتي عن الصياح والاستغاثة ، فبدت أسنانه بشعة لم استطع ان اقاوم تلك البشاعة والقبح الذي أري فحولت نظري بعيدا عنه الي الاسفل، لعلي اجد أبي او لعلي اتخلص من هذا المنظر المثير للاشمئزاز  توقف عقلي عن التفكير كمن سلبت ارادته ، علت ضحكات الطفل وكانت ذات صدي مخيف مرعب ، ثم تكاثرت الضحكات  المتوالية وظلت تتكاثر شعرت أن هناك شئ غريب، فرفعت نظري  حولي ، لأري أبشع منظر يمكن أن يري ،فوجدت كل القبور يقف عليها اطفال مثل الذي يقف امامي علي القبر وكلها تضحك  بهستيرية وتقترب مني كسرب من النمل وجد قطعة من السكر ملقاة في طريقه .
أين عساه أبي أن يكون ؟!!! سألت نفسي
لم يكن أمامي غير الفرار .ولكن إلي اين وكل تلك الاطفال بل الوحوش المخيفة تحاصرني .
لم أفكر كثير بل مطلقا واسلمت قراري لأقدامي التي ركضت تحملني  لتفر بي من هول  هذا المشهد البغيض المرعب ، ورغم أني  وجدت كل هؤلاء الاطفال يركضون نحوي من كل اتجاه  لكني لم اتوقف  ساركض حتي اخر نفس فيً .
استطاع جمع من هؤلاء الاطفال المخيفة والممسوخة  ان يغلق أمامي الطريق وكانوا من الكثرة التي لا تحصي  ، فوقفت حائرا انظر إليهم فزعًا وهم يقتربون مني وعلي وجوهم ضحكة ظفر مخيفة ،  وفجأة وجدت يدا وضعت علي كتفي بقوة اسقطت قلبي في ركبتاي .. 
                               - رايح فين
                               التفت إليه فوجدت أبي
-انت كنت فين؟؟؟
سألته بنبرة لوم تحمل ما أنا فيه من معاناة
فرد عليا مندهشا وغاضبا
-مش قلتلك متتنقلش من مكانك لحد ما أخلص
-تخلص ايه ..انا دورت عليك ملقتكش
-انا كنت قدامك بحفر القبر ...وبعدين لاقيتك طلعت تجري
اندهشت من كلام أبي وشعرت أنه يمزح حتي ينتزعني من حالة الرعب المسيطرة عليً
-انت مش شايف ؟!!! أشارت حولي إلي الاطفال الذين يطاردونني ..
وكانت المفاجأة فقد اختفوا جميعا ،لم يعد لهم أي اثر.
-شايف إيه؟؟؟ سألني أبي مستنكرا
عقلي لم يعد يتحمل فصرخت فيه غاضبا
-انا ماشي ... انا مش مستحمل اكتر من كده
أوليته ظهري واستعدت للفرار فجذبني من زراعي بقوة
-ماشي رايح فين؟!!! ..يلا عشان دورك جه
-دوري ؟؟؟
-ايوة
-دور ايه؟؟؟
-انجز بس تعالي معايا ، عشان نلحق نخلص قبل ما النهار يطلع 
-مش هاجي ...انا هروح
-         أوليته ظهري واستعدت للفرار
-       -  بقولك يلا
وجدت شرار من الغيظ يتطاير من عينيه وكنت اعرفه جيدا لن يترك لي المجال لاعصاه ، لم يكن أمامي إلا ان أسير معه نحو القبر الذي نبشه ، فوجدته فتح بابه ثم اخد الكشاف الذي كنت احمله 
والعجيب أن الكشاف عاد للعمل مرة أخري وأضاء المكان .
تلفت حولي لأري الاطفال المشهوهة ولكن لم أجد أثرا لهم فحمدت الله .
وقلت في نفسي لعل الخوف هو من هيئ لي هذه المشاهد 
وصلت القبر مع أبي ووجدته مفتوحا مظلما كئيبا 
دلف أبي إليه ودعاني للحاق به 
ترددت خائفا غير انه اغلظ عليا في القول والطلب فلحقت به 
ما اتعسني من غلام اذا ادخل قبرا ، وانا في مثل هذا العمر 
ما انتن رائحة هذا القبر وما الذي يدفعنا أبي وأنا كي ندخله ليلا .
انتزعني من افكاري وهمومي ومخاوفي صوت أبي يحمسني ، ويدعوني للحاق به دون الالتفات خلفي مطلقا فاومأت براسي مطيعا أمره  وخاصة أنه خوفني من عاقبة النظر خلفي 
ما هذا؟!!! يا الهي 
نفق كبير ، القبر يقود ألي نفق كبير في الارض ، دخل أبي أولا من فتحة ضيقة ودخلت خلفه فوجدنا انفسنا في نفق كبير مستطيل مظلم ، ذو رائحة نتنة ، سرنا أبي وأنا خلف شعاع ضوء الكشاف بيد أبي وكانت تتعثر اقدامنا بجيف لموتي وحيوانات ، شعرت ببعض ضيق التنفس ، ولكني كنت احاول أن أتغلب علي ذلك 
أصوات مخيفة لفتيات تستغثن ، واطفال يصرخون ، وشيوخ وعجائز تئن ، كانت الاصوات كلها تاتي من خلفي 
لكني لم انظر فقد حذرني أبي واعاد التحذير كي لا انظر خلفي .
حاولت تجاهل الاصوات المتدخلة التي تكاد تذهب العقل وتبعث الخوف والرعب في النفس ، فلم استطع فاغلقت اذاني بيدي كي تكف هذه الاصوات عني ولكن دون جدوى .
نظرت لأبي ولحماسة وشغفه  واقدامه في السير وعدم اكتراثه بالاهوال المخيفة من حولنا  ، وكنت علي الرغم من غضبي الشديد منه ، غير أني معجب به كثيرا وشجاعته النادرة وهمته  نحو هدفه .
ثم تسألت ماذا عاه أن يكون هدفه ، شعرت ببعض التعب من السير ومن ضيق التنفس لكني حاولت أن أقاوم كي نصل الي الخلاص من هذا العذاب السرمدي الذي اوقعنا فيه أبي .
وبينما نسير استرعي انتباهنا شيئ ما  بدا لي كفراشة كبيرة مضيئة غير واضحة المعالم تتطير في النفق  كانت متعددة الالوان لكن ضخامتها تبعث الرعب في النفس  ..فامرني أن انتظر في مكاني ولا اتحرك ولا انظر خلفي ،زما أن رأها أبي حتي اندفع خلفها وطلب مني ألا اتعقبه وأن انتظر في مكاني ريثما يعود ، رفضت وطلبت منه الذهاب معه غير انه رفض وأخبرني أن هذا فيه خطر علي ، فتوسلت إليه ألا يذهب ويتركني ، وان نعود إلي بيتنا كفانا اهوالا . لم يعبأ بي وتركني  وانطلق ومعه الكشاف إلي الامام خلف هذا الشئ الذي يشبه الفراشة حتي بدأ يغيب عن نظري . 
اختفي الضوء تماما وكذلك أثر أبي ، ولم اعد اسمع سوي الاصوات المرعبة ولم اعد أري سوي ظلام في ظلام 
ماذا أفعل ؟؟؟
اهتديت إلي أن اردد بعض آيات القرآن الكريم وطفقت أردد بصوت مسموع كي أزيل وحشة نفسي ويطمئن قلبي ، وما أن بدأت في القراءة حتي تسلل إلي قلبي بعض الاطمئنان ، وهدأ ضغط الاصوات المخيفة علي أذني ، ولكن انتفضت فجأة وصرخت حين شعرت أن هناك شيئا ما يتحرك تحت اقدامي ....
شئ لم أري مثله ولم أعرفه أبد ا من قبل.. 
...........................يتبع..........................................................

إرسال تعليق

0 تعليقات

banner

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *